طلاسم وتعويذات للوقاية من فيروس كورونا
الكاتب : تركي حمود
كنا نتصور ونحن صغارا إن المستشفيات في بلدنا العراق هي المنقذ الوحيد لنا مما قد نتعرض له في مشوار حياتنا من حوادث أو أمراض لاسامح الله ، وبعد ان بلغنا من العمر عتيا ومع مشاهداتنا ومانسمعه من اخبار الموت المجاني فيها تراجعت فكرتنا وبتنا نخاف حتى المراجعة بل وحتى زيارة مريض للاطمئنان على صحته من باب الواجب الاجتماعي ، ومع حلول زمن الكورونا بدأ ينتابنا الرعب والهلع ، وازداد خوفنا بعد ظهور اصابات في النجف و كركوك وبغداد، والحلة والسليمانية والحبل على الجرار .
ان الانتشار السريع والمذهل لفيروس كورونا جعل اغلبية الناس تصاب بالخيبة والاستسلام للامر الواقع لشعورهم بعدم التمكن من ايقافه بكافة السبل المتبعة فهو تعدى الحدود وبات قاب قوسين أو أدنى من ان يكون وباء عالمي فكل دول العالم وخاصة الكبرى حدثت فيها اصابات دون استثناء على الرغم من امكاناتها الصحية الكبيرة والمتطورة ، ومايهمنا هنا ماهي الاجراءات الوقائية الاستباقية اللازم توفرها من اجل زرع الطمأنينة بين الناس ، ولكننا حينما نتحدث عن العراق وواقعه الصحي المزري وبشهادة الجميع حتما سنصاب بالصدمة وكأننا ننتظر الموت البطئ مع اجراءات خجولة لاترتقي لمستوى مانسمعه عن اجراءات الدول المجاورة ، فيما نرى مسؤولينا وهم يسابقون الزمن من اجل التقاتل على تشكيلة الحكومة واللهاث وراء المغانم والمناصب وحجرها لحساب أحزابهم مما دعا المكلف محمد توفيق علاوي للاعتذار عن تشكيل الحكومة للفترة الانتقالية
“متهما بعض الجهات السياسية بعدم الإيفاء بوعودها للشعب ووضع عراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن”
بينما لم تشكل صحة المواطن الذي لاينتظر منهم خيرا ، أهمية في أجنداتهم ، بل بات ينتظر رحمة الله الواسعة والدعاء ووصفات الجدات لتجنبه شر هذا البلاء …؟؟؟
ان الشارع العراقي لايمتلك الثقة بالاجراءات الحكومية المتخذة لان الواقع الصحي مؤلم جدا فالمريض حينما يدخل المستشفى عليه ان يوفر حتى ” السرنجة ” فمابالك بالعلاج فضلا عن ماتعانيه المستشفيات ذاتها من اهمال في بناها التحتية وبمعنى ادق ان اغلبها عبارة عن مجموعة فيروسات مختلفة الانواع والاحجام تتمايل وتتنقل بحرية تامة ، اما اعمارها الزمنية فقد انتهت منذ سنوات خلت ناهيك عن الواقع البيئي الخطير فأغلب مناطق الطمر الصحي اضحت في وسط الاحياء السكنية فضلا عن طفح المجاري المزمن والتقصير المتعمد من قبل دوائر المجاري والبلدية في اداء واجباتها ، فيما بات المواطن هو المبادر في نشر الوعي الصحي لا مراكزنا الصحية المنتشرة في اغلب المناطق وكأنها وجدت من باب الترف لاتقديم الخدمة الصحية أما مستشفياتنا الخاوية فلم تتهيئ لمواجهة خطر فيروس كورونا الذي بات على ابواب منازلنا الآيلة للسقوط وأحيائنا الفقيرة ، ومع هول المصيبة التي ننتظرها لم تغب السخرية عن بال العراقيين من الفيروس، كعادتهم لانهم أدمنوا على المصائب ، فالمتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي يجدها تعج بالبوستات والهاشتاكات المضحكة المبكية في آن واحد وهي دليل على مدى اليأس من الاجراءات الصحية المتخذة لمواجهة خطر الكورونا بعد عجز العلماء عن ايجاد لقاح او علاج للقضاء عليه او الحد من انتشاره المذهل ولم نجد نحن المساكين غير وصفات الحرمل والاعشاب طرقا للوقاية التقليدية…!!!