طقوس ريشي سوناك
حمزة مصطفى
لم يتشابه على ريشي سوناك الهندوسي الديانة ورئيس وزراء بريطانيا البقر. البقر تشابه على قوم موسى طبقا للقصة القرانية المعروفة في سورة “البقرة” أطول سور القران الكريم.
لم يتردد سوناك من ممارسة طقوسه وتعاويذه وهو يدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داوننغ ستريت في أول يوم عمل له.الرجل مؤمن صادق في إيمانه بصرف النظر عن “الرب” الذي يعبده.
ولن يتردد سوناك لأنه يفصل تماما بين عقيدته الدينية وبين عمله. ليس هذا فقط فإن سوناك الذي هو رئيس وزراء دولة مدنية لكنها ذات ديانات متعددة يقع دينه “الهندوسي” الثالث بين سلسلة أديانها بعد المسيحية والإسلام, فيما تأتي باقي الديانات الأخرى مثل السيخية واليهودية والبوذية في مراتب تالية, لن يتردد في الإستمرار في ممارسة هذه الطقوس.
ولأن القانون حاكم هناك فإن عابد البقر لايتنازع المكان أو الموقف مع عابد أي ديانة أخرى ربانية أو صمنية أوسواها. لذلك تخطى البريطانيون هذه العقدة التي لاتزال تحكم نظرتنا الى الأخر مع أن الإمام علي بن أبي طالب (ع) حسم الموقف قبل كل أصحاب الأفكار والفلسفات والأيديولوجيات والأديان حين قال ” الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.
بعيدا عن طقوس سوناك التي توقفنا عندها حيث أخذت منا وقتا في مواقع التواصل الاجتماعي كعادتنا في تسطيح الأشياء والنظر اليها من زاوية الحب والكره أو السخرية أو الإنبهار فإن السؤال الذي أطرحه أنا على الأقل هو .. هل قبول البريطانيين بريشي سوناك رئيسا لحكومتهم وقبله كادوا يقبلون العراقي المسلم ناظم الزهاوي يعود الى كونهم ينظرون الى الأمر من زاوية النظير في الخلق وليس بالضرورة الأخ في الدين؟ نفس السؤال أطرحه بصيغة أخرى وسوف أجيب عنه دون أن الزم أحدا بالإجابة عن كلا السؤالين هو ما إذا كان قبول الأميركان بباراك حسين أوباما نصف المسلم نصف المسيحي رئيسا لدولتهم البيضاء على طريقة جوزيف كونراد صاحب (قلب الظلام) يأتي من باب خلاصهم تماما من عقدة العنصرية أم لسبب أو ربما أسباب أخرى؟من جهتي أرى أن قبول باراك أميركيا وسوناك بريطانيا لا يعود بالدرجة الأولى لكون كلا البلدين تخطيا فكرة الهويات الفرعية نحو المواطنة الشاملة بحيث تتكافأ الفرص بين الجميع. بلاشك أن كلا البلدين ومثلهما معظم الديمقراطيات الغربية وإن بدأت تشكل إنتكاسات على صعيد التطرف الديني والعرقي مثل فرنسا وإيطاليا تجاوزا مسألة الهوية. لكن هذا ليس كافيا وهناك أمثلة كثيرة على نوع من السلوك المزدوج لديهم, لكنه يعود في تقديري الى مابات يعانيه المجتمع الغربي إن كان على مستوى أوربا أو خلف المحيطات الولايات المتحدة الأميركية من أزمات كبرى على كل الصعد والمستويات. وبالتالي بات الهم الأكبر لهم هو البحث عن منقذ بصرف النظر الديانة أو لون البشرة.