طريق الموت
طريق الموت – سعد محسن خليل
قد اكون متجنيا فيما اكتب لكني اكتب بصراحة دون وقاحة ليس كرها بالنظام ولكن كرها وبغضا بمن يقود النظام.
فعلى مدى سبعة عشر عاما ومنذ سقوط النظام السابق عام 2003 ماذا جنى المواطن العراقي من هذا التغيير وماذا حققنا لشعبنا من منجزات ؟ فعلى مدى ســـــبعة عشر عاما لم نحقق مايصبو اليه المواطن العراقي فمازال الخراب شاخصا في اغلب المؤسسات الحكومية التي طالها الدمار بعد دخـــول القوات الامريكية للعراق فما زالت اغـــــــلب الابنية مدمرة لم تقدم الدولة اي خطوات ولو قليلة لاعمارها حتى الشوارع العصب المهم والضروري لحركة السيارات والسابلة بقيت راكدة هامدة بلا تطورات جديدة تواكب العصر.فمن سنحت له الفرصة للسفر لاقليم كردستان وتتبع الشارع الصاعد من العاصمة بغداد الى اقليم كردستان سيصاب بصدمة عنيفة فما ان يصل الى طريق العظيم او ما يسمى ” بطريق الموت ” سيندهش ويصاب بالحمى فالطريق عبارة عن اخاديد من مادة ” القير ” ومطبات ما انزل الله لها من سلطان تجعل من يسلكه يصاب بالغثيان ويلعن كل من شارك بتعبيد هذا الشارع من حيتان الفساد من مقاولين ومسؤولين والاغرب ان هذا الشارع المفروض به ان يدخل موسوعة ” غينز ” الشهيرة باعتباره من الشوارع الاكثر اثارة و خطورة واهمال واستحمار والتي تجعل معظم من يسلك ذاك الطريق في خبر كان واخواتها من سكنة القبور ..
فسالك ذلك الطريق يرى العجب العجاب على مدى ساعة ونصف وما ان يجتاز الطريق فيما اذا كتب له عمر ليعيش وبعد عناء وخوف وما ان ينتهي فيلم الرعب يصاب بالدهشة والاعجاب لما يشاهده من شوارع نظامية معبدة تسر الناظر في منطقة اقليم كردستان تؤشر وجود خلل في نوعية الخدمات المقدمة للمواطنيين بين المركز والاقليم ويسأل اغلب المواطنين ..
لم هذا التمايز والتفاوت في نوعية الخدمات ومنها الشوارع وهل عجزت الحكومة المركزية عن ايجاد وسيلة لحل هذا الاشكال الذي طفح على السطح وبات مشكلة المشاكل .ويبرز ثمة سوآل .. اما كان بامكان حكومة المركز الاستعانة بشركات استثمارية اجنبية للشروع باعمار هذا الطريق الحيوي والمهم ولابأس من استحصال مبالغ بسيطة من المواطنيين السالكين الطريق كرسوم مرور لضمان سلامتهم وسلامة عوائلهم بعد ان اصبحت لا قيمة لها وسط هذه المخاطر او الاستفادة من تجربة انشاء الخط السريع الرابط بين بغداد والمدن العراقية في الجنوب (خط محمد القاسم) الذي كلف الحكومة في وقتها مليار ومئتي مليون دولار ونفذته ثماني شركات اجنبية بامانة وصدق واصبح مفخرة.
وختاما نقول لك الله ايها المواطن وان عجزت الحكومة عن اصلاح ذاك الطريق فلا مفر امامنا من استخدام الدواب والجمال للتنقل فهي الوسيلة المثلى لتوقي خطر الموت.