طالبان تسيطر على محيط كابول وتشن هجوماً على مزار شريف
أفادت مصادر حكومية افغانية، السبت، بأن حركة “طالبان” احكمت سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية، حيث استولت على ولاية لوغار، بينما يفرّ اللاجئون من مناطق المعارك.
وقال النائب من ولاية لوغار، هوما أحمدي، لوكالة “أسوشييتد برس” الاميركية، إن “طالبان” تسيطر على الولاية بأكملها، بما في ذلك عاصمتها، ووصلت إلى منطقة في مقاطعة كابول المجاورة اليوم السبت”.
من جهة أخرى، شنّت “طالبان” هجوماً متعدد الجبهات في وقت مبكر من صباح اليوم على مزار الشريف، وهي مدينة رئيسية في شمال أفغانستان يدافع عنها أمراء حرب أقوياء سابقون.
وقال المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ في شمال البلاد، منير أحمد فرهاد، إن “طالبان” هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، ما أدى إلى اندلاع قتال عنيف على مشارفها، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد بأيدي “طالبان”، أصبحت كابول فعلياً محاصرة، وآخر موقع للقوات الحكومية التي لم تبدِ سوى مقاومة محدودة في بعض الأماكن ومعدومة في مناطق أخرى.
ويتمركز مقاتلو طالبان الآن على بعد خمسين كيلومتراً فقط عن كابول، ما جعل الولايات المتحدة ودولاً أخرى تهرع لإجلاء رعاياها جواً قبل هجوم يثير مخاوف كبيرة.
وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة، مع بدء إعادة انتشار ثلاثة آلاف جندي أميركي لتأمين مطار كابول والإشراف على عمليات الإجلاء.
وأعلنت دول أوروبية عدة، بينها بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، سحب أفراد من سفاراتها أمس الجمعة.
وشكل حجم تقدم “طالبان” وسرعته صدمة للأفغان والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي ضخ مليارات في البلاد بعد إطاحة الحركة بعد هجمات 11 أيلول قبل نحو عشرين عاماً.
وقبل أيام من انتهاء الانسحاب الأميركي الذي أمر به الرئيس جو بايدن، استسلم الجنود ووحدات وحتى فرق بأكملها، وسلموا المتمردين المزيد من المركبات والمعدات العسكرية لتغذية تقدمهم الخاطف.
ويشعر سكان كابول وعشرات الآلاف من الذين لجأوا إلى العاصمة في الأسابيع الأخيرة، بالارتباك والخوف مما ينتظرهم.
في اثناء ذلك، دفعت واشنطن بمشاة البحرية الأميركية (المارينز) للإشراف على عمليات الإجلاء السريعة للمدنيين هناك.