ضرورة تكوين وحدات مقاتلة خاصة لمطاردة وملاحقة داعش
بقلم مهدي قاسم
كثفّت عناصر داعش الإرهابية من هجماتها سواء ضد مواطنين آمنين أو ضد قوات الأمن والجيش والشرطة ، وهو أمر سبق لنا أن توقعناه و حذرنا منه في بعض مقالات عديدة في السنة الماضية وكذلك في الشهور الحالية ، بعدما لاحظنا تصاعدا تدريجيا لهذه الهجمات وخاصة وفي أغلب الأحوال في مناطق الشمال من البلاد ، مع الإشارة إلى احتمالات وجود عوامل دافعة ومشجعّة في تلك المناطق التي تسّهل الظروف و الدعم اللوجستي لعناصر داعش في تلك المناطق للقيام بتلك الهجمات لغاية في نفس اليعقوب ، وإن كنا هنا لسنا بصدد الدخول مجددا للإسهاب في ذلك بتفصيل أكثر ، و ذلك تجنبا للتكرار والإعادة ،هذا من ناحية..أما من ناحية أخرى فقد أثبتت التجارب والخبرات التي اكُتسبت من خلال المواجهات ضد داعش أن خطة استخدام الجيش على شكل قطاعات كبيرة ضمن أرتال طويلة وعريضة لخوض حرب العصابات أو المعركة مع داعش على شكل مطاردات شبحية !!، لهي خطة عقيمة و فاشلة بالمرة ، و قد سبق إن قلنا بهذا الخصوص و لمرات عديدة أنه عندما يتُخذ قرار بالتحرك لمواجهة عناصر داعش ، تكون هذه العناصر قد غادرت مواقعها إلى جهات مجهولة و بعيدة ، لكونها تعلم بخطة التحرك الوشيك مسبقا من جهات أو عناصر مخترقة للأجهزة الأمنية والتي ليس من مصلحتها القضاء على داعش في الوقت الراهن ..ولهذا فيجب تأسيس أو إنشاء وحدات وفصائل مغاور من عناصر أشداء ، وحدات خاصة و متدربة جيدا على حرب العصابات ( يُفضل اختيارها وجمعها من جهاز مكافحة الإرهاب تحديدا لكونه غير مخترق إلى حد كبير ــ حسب تصوري ) على أن تتجسد مهماتها حصريا بمطاردة وملاحقة عناصر داعش داخل الأراضي العراقية شمالا وغربا وجنوبا ، بالطبع مع دعم استطلاعي و استخباراتي دائم عن الأماكن والمضافات والحواضن التي تتواجد فيها هذه العناصرالإجرامية ، و ليس بالعكس ، أي ليس انتظارا لهجمات داعش لمواجهتها وقتالها على الفاضي ، بعد فوات الآوان ، أي بعدما تكون قد اختفت كأشباح غير مرئية ، بمعنى آخر يجب أن تشعر عناصر داعش بأنها هي التي باتت مُطارَدة ومُلاحَقة ، و مهددة بخطر دائم في أي كل مكان كان ، ضمن العراق ، من حيث تعلم وتشعر أن ثمة وحدات مقاتلة في أعقابها دائما و أبدا ليلا ونهارا ، ويتوجب عليها الهروب إلى الأمام حتى خارج العراق أو المواجهة المميتة والساحقة ..