ضحك في عزاء (البطاقة التموينية)
فم مفتوح .. فم مغلق
ضحك في عزاء (البطاقة التموينية)- زيد الحلي
ضحكت ُ كثيرا ، وانا اقرأ تصريحا لمصدر ( مسؤول) بشأن موضوع الاقتراض لتمويل العجز الحكومي ، بأن الاقتراض هذا الشهر ، والذي يليه ، سيقتصر على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية وتكاليف الادوية والى استيراد مفردات مواد ” البطاقة التموينية ” ، وقد اضحكتني عبارة ( مفردات البطاقة التموينية) … فهل ما زالت هذه البطاقة سارية المفعول ، وهل ان وزارة التجارة مستمرة في تقديم خدماتها للمواطنين في توفير الغذاء لهم ، بينما نلاحظ ان الصحف والفضائيات ، تقدم لقاءات مع المواطنين ، من مختلف المناطق والمحافظات ، يؤكدون فيها ان هذه البطاقة ماتت سريرياً ، عدا اعداد يتيمة من زيت الطعام والرز والطحين والسكر ، تًقدم بين مدة واخرى ..اليس من حقي ان اضحك ، في مجلس فاتحة هذه البطاقة التي كانت يوماً محل اعجاب العالم في مواجهة الحصار الظالم الذي شهده العراق ؟اظنكم تعطوني الحق في ذلك ، فبعد ان كانت هذه البطاقة صورة ناجحة للتكاتف الاجتماعي تقدمه الدولة لمواطنيها ، وكانت تضم اكثر من عشرين مادة ، ضرورية ، للأسرة والطفولة ، اصبحت الان محط تندر لفقرها وهشاشة نوعيتها .. والاشد ضحكاً ، وهو ضحك كالبكاء ، ان المسؤولين لم يكفوا من التصريحات بان هذه البطاقة (ستشهد) تطورا في النوعية والكمية ، وتمر الاشهر ، فيكتشف المواطنون ان هذه التصريحات مجرد كلام في شبكة الوعود الكاذبة !لقد غاب عن اذهان البعض ، ان العلاقة الوطيدة بين الوعود في تصريح اعلامي والحرب النفسية ، هـي علاقـة الجـزء بالكل، فوعد المسؤول بمثابة الجزء والحرب النفسية بمثابة الكل، وقد اتفق علماء الاجتمـاع والمختصون والباحثون والاعلاميون على أن الوعود التي لم تتحقق تعـد أحـد أساليب الانتكاسات المجتمعية مثلها في ذلك مثل الدعاية وغسل الدماغ أو افتعـال الفـتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة.علينا الانتباه للوعد الذي نطلقه ، كون الوعد الكاذب ، ينتج عنه ازمة ثقة بين المواطن وبين من ينطقها ، وشخصيا انا حزين على مسؤول يطلق وعدا ، لا يتحقق ، وحزين على مواطن يسمع بوعود هي هواء في شبك ، فمن وعد مرة ولم يف ، لا يصدق ابدا حتى لو صدق !ان من مثل هذه التصريحات شبيهة بالشعارات الفضفاضة، ومجموعة من الاقوال الزائفة ، وهي واحدة من الأكاذيب التي انطلت على المجتمع .. فعندما تكون القرارات عشوائية، والشعارات مزيفة، والضمير غائبا، والفساد منتشرا، والصواب مشوها، والطرق ملتوية ..فإن اي كلام عن المسؤولية ، هو حديث سراب في مخيلة مريضة !آسف جدا ، لا زلت اضحك .. فلا اعتقد ان البطاقة التموينية ما زالت .. قائمة !