صناع الحياة
سرى العبيدي
في تراث كل أمة توجد شخصيات تاريخية يضرب بها المثل في صفة من الصفات.. ففي تراثنا العربي لا يزال يضرب المثل بشخصيات تميزت بالكرم والذكاء والحلم والشجاعة، وهذه الشخصيات لها في الغالب أصل حقيقي ولكن الزمن يضيف إليها الكثير من الصفات التي تثري وجودها ودورها الاجتماعي والانساني والوطني .وفي عصرنا الحديث ونتيجة تفشي النزعة العدوانية وتغييب الحق وتنامي وانتهاك حقوق الانسان وتفاقم الافكار المشجعة على نصرة الباطل واصطفاف اهل الباطل لاجهاض الحق وقمع واسكات صوته فقد نجد في المقابل نخبة من اصحاب العقول الواعية والنفوس الخيرة التي سعت باستمرار لحمل راية الحق واختراق اجواء الباطل والاجهار بصوت الحق دون هوادة . وهؤلاء هم فرسان الحق الذين يجاهدون في ادراك الحقيقة اينما وجدت ومهما احاطتها من مواقف شائكة ويختارون الحكم الصائب على معطيات الواقع ولديهم القدرة على تمييز الحق عن الباطل في كل المجالات والاتجاهات وهم على يقين من قدرتهم في فرز من يعملون على افتراس الشعوب واثارة الرعب والرهبة والخوف وغرس انياب الباطل خاصة في الدول التي لايمتلك شعبها حصانة لنبذ الباطل والتصدي له . كما انهم يتيقنون ذهنياً وعينياً من رصد الحقيقة وفق قوانين ومبادئ راسخة وثوابت فكرية عميقة ملئت نفوسهم وعطرت ارواحهم وايقضت عقولهم …وفي العراق وبعد الاحتلال الامريكي عام ٢٠٠٣ ونشر سمومه في كل ماهو حي في العراق من خلال افاعي وحيتان السياسة التي تدربت تحت امرته وفي بيئات نتنة ونفذت تفاصيل خططه الارهابية التي استهدفت أمن وسلامة الوطن واهله وحرفت الحقائق وقصدت ادانة من يصرح بالحق ويشهر بالباطل .ولكن هذه الافكار والخطط التوليفية الجهنمية لم تنجلي على اصحاب العقول النيرة والضمائر المتشبعة بقيم الحق والمرتكزة على دعائم الحقيقة والمتمثلة في رموز وفرسان الحقيقة الذين يتصدون دائما لغول الباطل ومن يحتمون به ويجهضون مشاريعهم المدمرة في كافة مجالات الحياة ومؤسسات الدولة العراقية .وهؤلاء الفرسان لا يمثلون فئة او طائفة معينة بل انهم يمثلون العراق بكل طوائفه ودياناته وقومياته ويحملون راية العراق التي تتبارك باسم الجلالة اسم الحق .ان افعالهم وانجازاتهم واضحه ولا يمكن نكرانها ,فشمس فرسان الحق الدافئه والتي تشع بحب الوطن لا تغطى بغربال , وكلنا يعلم الاوضاع الاقليميه والدوليه والتي شكلت وما زالت تحديات سياسية واقتصادية وتربوية واجتماعية امام الوطن . ورغم محاولات خفافيش الليل والخلايا الارهابيه للنيل من أمن الوطن وسلامة شعبه والعبث بمقدراته وسرقة ثرواته الا ان جهود فرسان الحقيقية ستبقى دائماً متربصة لهذه التحديات الباطلة لحين افشالها واخماد جذوتها بقوة وكفاءه عاليه وباحترافيه وطنية متميزه .فهؤلاء الفرسان سلاحهم كلمة الحق التي تصدح بها حناجرهم وهم يمتطون صهوة الْعز والكرامة والمنزلة الرفيعة في سباقهم لنصرة الحق .ورغم ان الفرسان يتعرضون لقمع واغتيالات واعتقالات ومضايقات من شرذمة اهل الباطل الا انهم لايستسلمون لايمانهم المطلق ان الحق سيعلو وينتصر لحماية الوطن ضد هجمات الباطل،وان رسالة فرسان الحق منسجمة تماما مع تحقيق العدل واحترام حقوق الانسان وكرامته وحرياته الأساسية. وان استقرار وسيادة وأمن الوطن خط احمر لا يمكن تجاوزه وهوقبل كل شيء واولى من اي شيء .وليرحم الله ممن استشهد من فرسان الحقيقة الذين قدموا ارواحهم ودمائهم رخيصه ليسقوا بها شجرة الحق ويخلدوا ذكراهم في اجيال تقتفي آثارهم في سلك طريق الحق مهما تشابكت فيه ادغال الباطل .وسيبقى العراق بخير ما دام هناك فرسان الحقيقة الذين يتعاهدون على نصرة الحق مهما غلت التضحيات .