صفعة بعد اخرى ..لم يبقى لنا ما نصفع عليه
الكاتبة : علا الجبوري
حتى وان كان بلدي محاصر من جميع الجهات فما زالت السماء رحبة ..
لم اكتب منذ مدة ليس عدم وجود ما يجب ان يوثق لكن بضغطة زر واحدة يمكنك ان تجوب مواقع التواصل لتجد ما تريد ان تكتبه حاضرا فلما الكتابة اذا ؟ انها مهنة المتابع التي لا تنفك تنادي على ممتهنيها بان يزاولوا المهنة .احداث كثيرة عشناها محليا ودوليا منذ بدا العام الحالي لكن هذا ليس كل شيء فمازالت السنة في اولها ودوما اتذكر الاية القرانية التي تقول “سبع سنين عجاف “واول ما يتبادر الى ذهني هل هذه اول سنة من السنين العجاف التي ذكرها القران ؟الله اعلم .
حاليا نعيش في صراع صريح جدا على المناصب فكل من لديه ملف فساد على احد الوزراء او النواب يعتبر نفسه في مركز قوة لكن من كان نائما لستة عشرعاما قد استيقظ من غفوته وفتح عينيه على الدم والخراب والدمار ولن يرضى بان ينام نومة اهل الكهف على الظلم الذي جعل شبابنا اشيب .
السلطة والحكم في العراق قائمة على امران رغم تناقضهما لكن هذا ما يحصل في بلد العجائب سلطتنا يحكمها الفساد والدين .هذا المبدا جاء به حكام ما بعد 2003 بغض النظر عن طريقة مجيئهم سواء كانت من امريكا او ايران او عبر الاقمار الصناعية المهم انها حلت كلعنة فراعنة يصعب رفعها .الدين السياسي الذي ساد الحكم والسلطة شرع للفساد بان يكون حلال خالص فهو قوت الزهاد (السياسيين )لكن نتسائل هنا اوليس الدين عدو للفساد والظلم في جوهره ؟اليس جوهر الدين العدل والانصاف ؟بالتاكيد هذا الدين الاصيل وليس دين العمائم باختلاف الوانها الاسود والابيض والرمادي .
صحونا فجاة فوجدنا انفسنا مقنعين بقناع الديمقراطية وبعدها بسنين قليلة اصبح القناع علمانيا ثم ميتافيزيقيا ثم دينيا وبقي دينيا الى الان ونحن لا نعرف اي قناع مناسب لنا لاننا مازلنا في مرحلة الاستيعاب فلم نفق من غيبوبة الديكتاتورية بعد حتى جاء الدين المغطى بعباءة الفساد والحكم ليحجب عنا الرؤية ويمنع عنا الحياة .
وسطر اخر اضيف الى هذا الحوار المتمدن الحضاري اللاواعي وهو سطر الفيروس المعدل مختبريا المدعو سمو الامير كورونا فهو ضيف غير متوقع البتة ولم نتهيا لاستقباله لا بالمعدات ولا باجراءات الوقاية ولا حتى بغلق الحدود مع الاخت غير الشقيقة الجارة المبجلة وكيف نستقبل ضيفا مع وجود الضيوف القديمة نفسها؟ كان حري بالسلطات الموقرة ان تاخذ راي الشعب فيمن يريد استقباله لكن هذا لن يحصل الان لانه لم يحصل مسبقا ولا حتى عندما دخل الكريستال والحشيش القادم من دول اللقلق الى هذا البلد الامن .
الشباب معتصمون منذ خمسة اشهر او ست او ربما منذ ستة عشرة سنة وسيبقى الشباب ثائرا حتى تضع الحرب اوزارها اقصد حرب الاحزاب ونزاعاتها حول السلطة والكراسي .ولا اعلم ما المفيد بالكرسي الخشبي فمن جلس عليه واخذه معه عندما انتهت فترة حكمه لم يقل بانه كان مريح اكثر من غيره بل انه اقل من العادي لان العمل الصحيح والمفيد لهم يتم من تحت الطاولة وليس من فوق كرسي …فلما الصراع اذا ؟؟لم نستسلم الا عندما كان المنبر يتكلم والان حتى المنبر اصبح هامشا ليس لعدم فائدة ما يقوله لكن لعدم ملائمته مع حزن ام الشهيد وصبر عوائل المعتصمين وحياة الضحايا التي سلبت وخوف وهلع الناس اجمع من الغد الذي باتت الحكومة برمتها تمثله بحرفية ووعي ودهاء .النهاية اقرب من منالهم لكن التنفيذ اصعب من احلامنا .