صرخة وزارة الزراعة
نوزاد حسن
وانا استمع الى بيان وزارة الزراعة الذي تناقلته مواقع اخبارية مختلفة تساءلت بطريقة قد يستغرب منها البعض. تساءلت هل يحتاج السياسي او الوزير في اية وزارة كان الى ان يكون صاحب نظرة خيالية، بحيث يستطيع ان يرسم صورة لوضع البلد بعد عشرة اعوام؟. قد يعترض البعض على ما اقوله في هذا العمود، وقد يظنون انني اسخر لكني في حقيقة الامر اتحدث وانا اعني كل حرف كتبته. ان ما اقصده حين تحدثت عن حاجة السياسي الى الخيال قضية جوهرية تتعلق بمصير امننا الغذائي. كنت اعني ان وزيرا من الوزراء اطلع على بيان وزارة الزراعة ثم القى على نفسه هذا السؤال: اذا كانت الزراعة قلصت المساحات المزروعة هذا العام الى النصف بحسب البيان الذي تناقلته المواقع الاخبارية، فماذا سيكون مصير الزراعة العراقية بعد عشرة اعوام مثلا. وكيف سنواجه مشكلة تجهيز السلة الغذائية للمواطن. اذا تخيل السياسي هذا الامر، وتفاعل معه جيدا فسيكون هناك همّ حكومي واحد يشغل الجميع. ومن دون هذا الهمّ لن يستطيع احد ان يقدم حلا من الحلول. ان بيان وزارة الزراعة هو بيان صادم. انه انذار بخطر قادم يتهدد الامن الغذائي للبلد. واذا استمر الحال على ما هو عليه فقد نجد ان المساحات لمزروعة تتقلص عاما بعد عام وعندها نلجأ الى الاستيراد من الدول المجاورة, وبهذا ستتعرض اعداد كبيرة من العاملين في القطاع الزراعي الى فقدان اعمالهم، وهكذا يضاف عبء جديد على كاهل الحكومات المقبلة، اضف الى هذا ما تشكله ظاهرة فقدان العمل والبطالة من مشكلات اجتماعية واخلاقية كثيرة. لا توجد دولة في هذا الكوكب لا تفضل ان تبيع ما تنتجه الى جيرانها. واذا بقي وضع الملف المائي على حاله فسنواجه بلا ادنى شك مخاطر كثيرة ليس من الحكمة تجاهلها. كنت أتمنى أن يثير بيان وزارة الزراعة خيال المسؤولين، والمثقفين وكل شخص تهمه مصلحة البلد. كنت اتمنى ان تعلو الاصوات لاسماع العالم هذه المشكلة الخطيرة التي تنتظرنا. ومن الموسف ان ما أشار اليه بيان وزارة الزراعة مر كصرخة في واد. في الوقت الذي كان يجب فيه على الجميع ان يقفوا عند البيان وقراءته والنظر اليه على انه كارثة وطنية بكل معنى الكلمة.