صراع النفوذ
محمد حسن الساعدي
ثلاث مرات في غضون ثلاثة أشهر والرئيس العراقي يكلف شخصية جديدة لرئاسة الحكومة العراقية والتي طال انتظارها منذ استقالة حكومة عبد المهدي مطلع كانون الأول الماضي , فبعد اعتذار محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي بسبب الخلاف بين الكتل السياسية وعدم قدرتها على الوصول إلى تفاهم يسهل عملية التشكيل , اختار صالح رئيس جهاز المخابرات السيد مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة الجديدة , على أن تكون جاهزة أمام مجلس النواب خلال 30 يوم وهي المدة الدستورية لذلك , حيث شهدت الـ 5 أشهر الماضية صراع محتدم بين القوى السياسية أشبه ما يكون بصراع النفوذ , حيث شهدت الفترة الماضية اتهامات متبادلة بين الأطراف السياسية على خلفية دعم أو ترشيح هذا المرشح أو ذاك .
الموقف السياسي لبعض القوى متذبذب بين قبول ورفض وبين اتهامات مباشرة للسيد الكاظمي , ويرى البعض أن الأخير سيمرر في جلسة مجلس النواب خصوصاً وان هناك عدد مريح من النواب في تمريره , ويرى البعض الآخر أن الكاظمي خير من يحفظ ويحكم التوازن في العلاقة ما بين واشنطن وطهران ومنع حصول أي مواجهة محتملة على الساحة العراقية , حيث ترى بعض القوى السياسية أن الكاظمي ليس شخصية جديدة على طاولة السياسة العراقية فقد كان اسمه مطروحاً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول الماضي , وحتى قبل ذلك كبديل للعبادي عام 2018 , ولكن أسباب عدة حالت دون نيله التوافق المطلوب , لاسيما أن هناك من يصفه بأنه رجل الولايات المتحدة الأمريكية في العراق .
أمام السيد الكاظمي عقبات كبيرة , خصوصاً في ضل الصراع السياسي المحتدم , وتبقى قدرة الأخير على إقناع باقي الكتل السياسية بالتصويت على حكومته , خصوصاً وان القوى الحشدية لديها تحفظ على شخص الكاظمي , على خلفية اتهامات سابقة طالت شخصه , ولكن يبقى في العموم قدرته على التعاطي الايجابي مع القوى السياسية ودرجة إقناعها , إلى جانب معالجة الملفات الأخرى المهمة , وأهمها الملف الاقتصادي وملف العلاقات الخارجية , والقوات الأمريكية في البلاد والتي تحتاج إلى توافق سياسي بين القوى السياسية عموماً , وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة