صديقي المندهش
صديقي المندهش – مجيد السامرائي
مايزال صديقي فاغر الفم مندهشا ليس لان 71 طالبا اردنيا حصلوا على معدل 100 بالمئة في إمتحانات التوجيهي لهذا العام وليس لان إبنه قد نال على 95 بالمئة بعد تلقى تعليمه في مدارس عمان ناو على إعادة الامتحان حتى يتساوى مع أقرانه بل لان الناجحين احتفلوا وهم يغنون : (صمون عشره بالف)..!كيف تلقاها الجمهور هنا وانطلقت كالصاروخ في سماء وادي رم ؟! ولان احدهم سأله : (شو يعني صمون)؟ قال له : خبز ! (طيب شراك ولا توست)؟!لم يطبق فمه بعد أن سمع مكادي نحاس في (أطراف الحديث) وهي تغني ترنيمة المهد لاولادها بصوت فيروزي : (يالله تنام ريما يالله يــــــــجيها النوم، يالله تحب الصلاة يالله تحب الصوم، يالله تجيها العوافي كــــل يوم بيوم، يالله تنام يلاتنام لاذبحلها طير الحمام).
لقد ظل فاتحا فمه لان ولده الاصغر لاينام الا اذا غنت له أمه اغنية إعلان : (نجمة مية مربع)! قلت له إطبق فمك : توقعت هزيمة برشلونه باضعاف هذا العدد .. لقد احصيت صدى عشر صيحات منبعثه من مقهى رايق من تحت شقتي بقدر عدد الاهداف التي دخلت في مرمى الفريقين ! دائما لااناصر القوي أتوقع ان تكون الغلبة للاضعف .. لان الله نصيره.ماأزال اذكر ذلك الولد ذي العشرة اعوام .. إسمه (حكم تصاحبه اخته عسل) ..في 8 تموز خلال مونديال عام 2014 كان يحمل علم البرازيل ملوحا به في كافيه في بداية شارع الجاردينز بعمان .
دخل الهدف الاول في مرمى البرازيل وظل حكم يلوح مؤملا النفس بالتعادل .. حتى دحرت المانيا البرزايل واصفر وجه الارض بعد ان ناصرها كل السمر وذوي الوجوه الملونة .. ظل حكم يلوح بعلم البرازيل حتى الدقيقة 90.. كان والده يشجع الارجنتين لم يشفق على إبنه الذي مايزال محتفظا بعلم البرازيل حتى الان ..حكم كبر وعاد الى بغداد مايزال يعاني آثار الخيبة بعد ان بلغ عمره ستة عشر عاما ..فقد ناصر برشلونه وحالفها الخذلان … كل ذلك لانه لم يقبل بنصيحة ابيه :(مامن قوي يحتفظ بقوته حتى آخر الشوط).
يطبق صديقي فمه وهو يسمع رواية من التلفزيون : أن زوجة وضعت اولادها في تانكي الماء حتى تأكدت من موتهم وبدم دافيء زغردت وسلمت نفسها الى السلطات المختصة ..قلت لصاحبي المندهش (عليك ان تتوقع المزيد من الاحداث ليلة اكتمال دورة القمر حيث ترتفع حالات الانتحار والكآبة ).ظل منصتا لخبر العريس الذي احرق شريكة حياته المرتقبة ليلة الدخلة
وعدني بالتخلي عن الدهشة وهو يسمع سياسيا يدعو الى إخراج من ادخلوه وجعلوه على رأس السلطة..حدث هذا في جمهورية مالي !