صدامات أمام البيت الأبيض وحظر تجوال في مدن أميركية كبرى على خلفية مقتل فلويد
أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق متظاهرين أمام البيت الأبيض في وقت متأخّر، أمس الأحد، فيما فرض حظر التجوال في مدن أميركية كبرى لوقف أعمال الشغب والاحتجاجات على عنف الشرطة على خلفية وفاة جورج فلويد أثناء محاولة توقيفه.
لليلة السادسة على التوالي حصلت مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة الى جانب أعمال نهب.
ودعا قادة محليون المواطنين الى التعبير عن غضبهم ازاء وفاة المواطن الأسود فلويد في مينيابولس، بشكل بناء فيما فرض حظر تجوال ليلي في عدة مدن بينها واشنطن ولوس انجليس وهيوستون.
وفُرض حظر للتجوال الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر.
وكتب باوزر على تويتر أن حظر التجوال سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة “23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين”، مضيفاً أنّه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.
وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا في 25 أيار/مايو سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوات الحرس الوطني على تسيير دوريات في مدن أميركية عدة الأحد.
وحاولت شاحنة صهريج شق طريقها الأحد بين آلاف المتظاهرين على جسر في وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلاً لعدد كبير من عناصر الشرطة.
وقالت الشرطة المحلية في بيان إنّه لم تسجل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة “مزعجة جداً”.
وأصيب سائق الشاحنة بجروح لكن حياته ليست في خطر، وقد اعتقل ونُقل إلى المستشفى.
والتظاهرة التي خرجت احتجاجا على وفاة جورج فلويد بأيدي الشرطة، انطلقت من الكابيتول في سانت لويس حيث برلمان مينيسوتا. واتجهت التظاهرة التي ضمت نحو ألفي شخص في اجواء سلمية نحو وسط مينيابوليس.
وزار المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة “تتألم”. وكتب بايدن في تويتر “نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا”.
ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجوال ليلاً، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً لها منذ سنوات عدة.
ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه.
في لوس أنجليس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.
وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل رداً على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.
وكتب الرئيس دونالد ترمب في تغريدة “تهاني للحرس الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به عند وصولهم فورا الى مينيابوليس” مضيفا “يجب الاستعانة بهم في ولايات أخرى قبل أن يفون الأوان”.
وأعلن البنتاغون أنه تمت تعبئة حوالي خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.
وكان الرئيس الأميركي اتهم اليسار المتطرف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق. وقال ترمب الذي دان مرات عدة الموت “المفجع” لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.
واعتبر أنه “يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا”. ونسب حالة الفلتان إلى “مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف” وخصوصا المعادين للفاشية.
وتسبب قضية وفاة فلويد بتظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضا لا سيما كندا وبريطانيا.