صحيفة سويسرية عن مواقف الصدر الأخيرة: لهذه الأسباب تثير تقلباته الحيرة
سلطت صحيفة “Le Temps” السويسرية الضوء على مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقراراته التي وصفتها بانها “مثيرة للجدل” حيال الاحتجاجات والتظاهرات الأخيرة التي انطلقت مطلع تشرين الأول الماضي، فيما أشارت إلى أن القطيعة بين الصدر والمتظاهرين باتت جلية.
وذكر تقرير نشرته الصحيفة أول أمس الثلاثاء، 11 شباط 2020، ان ” محاولات أنصار الصدر السيطرة على الاعتصامات بالقوة أدت إلى مقتل ثمانية متظاهرين بالنجف في الخامس من هذا الشهر، حيث وجه المتظاهرون في شعاراتهم ولافتاتهم التي رفعت في بغداد ومدن أخرى انتقادات لاذعة للصدر”، فيما اكد التقرير ان “ما وصفته بالقائد الشعبوي الذي قدم الدعم للحركة الاحتجاجية بات اليوم مرفوضا من قبل الكثيرين، لا سيما بعد الهجمات التي نفذها أنصاره المعروفون بأصحاب القبعات الزرقاء.
واضاف التقرير ان “هذا الانقسام يثير نوعا من المرارة والارتياح في الوقت ذاته بين صفوف المتظاهرين الذين يرفضون أي وصاية سياسية أو دينية على حراكهم الاحتجاجي”، مبينا ان “قرار الصدر بالنأي بنفسه عن الاحتجاجات في 24 كانون الثاني الماضي ودعمه لترشيح علاوي لتشكيل الحكومة، تسبب في سوء فهم حتى بين صفوف التيار الصدري، الأمر الذي دفع العديد من مؤيديه، الذين يقدر عددهم بالملايين في الأحياء الفقيرة في بغداد وجنوب العراق، إلى ترك الاعتصامات على مضض”.
وتابع انه “في نهاية الشهر الماضي، أدلى الصدر بتصريح غير فيه أوامره بعدم فض الاعتصام ومواصلته”، فيما أشار إلى أن ” مقتدى الصدر يكثف منشوراته على تويتر وهو حساس للانتقادات الموجهة إليه، فتكون لهجته لينة حينا ومهددة في أحيان أخرى، في محاولة لإقناع المتظاهرين بوضع حد لمطالبهم ومنح فرصة لمحمد توفيق علاوي”.
من جهته أفاد الباحث سجاد جياد من مركز البيان للتخطيط والدراسات العراقي، ان “الصدر لا يولي أهمية كبيرة لآراء العراقيين، ما يهمه حقيقة الحفاظ على قاعدته الجماهيرية والدعم الشعبي الذي يحظى به. ويريد الحفاظ على نفوذه، والبقاء في قلب اللعبة السياسية وردع خصومه الذين يمكنهم انتزاع أنصاره منه”.
وكان مسؤول تنفيذي في التيار الصدري في حي مدينة الصدر ببغداد، أكد في وقت سابق، انه “إذا طلبت من أي مناصر للصدر أن يفديه بروحه، فلن يتردد في ذلك، حيث يكتسب الصدر هذه المكانة بفضل دوره الرئيسي في مقاومة الاحتلال الأميركي بعد عام 2003، وكذلك جهود والده محمد صادق الصدر الذي كان معارضا للرئيس الأسبق صدام حسين، وتم اغتياله واثنان من أشقاء مقتدى عام 1999”.
وبحسب التقرير فان “الصدر، الذي أعلن نفسه مؤيدا للإصلاح في الفترة بين 2015 و2016، يعتبر أحد الوجوه الرئيسية في النظام السياسي الذي يطالب المتظاهرون بإسقاطه، ومنذ الانتخابات التشريعية لسنة 2018، التي ظهر فيها تحالف “سائرون”، كان الصدر الذي يتزعم هذا الائتلاف السياسي الصوت الحاسم في اختيار رئيس الوزراء والوزارات”.