صحيفة: العراق يبتز الكويت سياسيا
قالت صحيفة “القبس” الكويتية، إنها حصلت على عدد من المراسلات والمحاضر الرسمية التي أظهرت تعرض الكويت لابتزاز سياسي من قبل بغداد.
وأشارت إلى أن بغداد ابتزت الكويت من أجل الحصول على مساعدات مالية نقدية، أو على شكل استثمارات لمساعدة الحكومة العراقية في الأزمة الاقتصادية الطاحنة نتيجة انهيار أسعار النفط، التي تفاقمت أكثر مع تفشي جائحة كورونا.
وكشفت مصادر رفيعة لصحيفة “القبس” أن من أبرز مظاهر هذا الابتزاز “طلب الحكومة العراقية قبل نحو شهرين من الكويت المشاركة في مفاوضات الحدود البحرية الثلاثية بين الكويت والسعودية وإيران”.
وتابعت بالقول “إن الأمر جعل الكويت ترد على الرسالة العراقية برسالة حاسمة، قالت فيه: “لا يحق لكم المشاركة في هذه المفاوضات”.
وأضافت المصادر أن الكويت خاطبت السعودية مستفسرة عما إذا كانت الرياض قد تلقت رسالة عراقية مماثلة بشأن المشاركة في المفاوضات، مبينة أن الحكومة العراقية تستغل عددا من الملفات العالقة مع الكويت، منها ترسيم الحدود البحرية وتعميق خور عبد الله، للضغط على الكويت، بهدف تحقيق بعض المكاسب التي تسهم في تجاوز العراقأزمته الاقتصادية الداخلية.
ووفق المصادر، فإن ورقة الضغط العراقية على الكويت تأتي في سياق فشل محاولات الحصول على مساعدات مالية جديدة، كانت تتصدر أجندة وزير المالية العراقي علي علاوي لدى زيارته الكويت أواخر مايو الماضي.
وأوضحت أن رد الكويت كان واضحا بأنها تعهّدت بتقديم مليارَي دولار خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي استضافته عام 2018، لتمويل مشاريع تنموية، إلا أن الجانب العراقي منذ ذلك الوقت لم يرد، ولم يحدد تلك المشاريع، كما يمارس أسلوب المماطلة في عقد اللجنة المشتركة الكويتية – العراقية، التي على أجندتها العديد من الملفات التي تريد الكويت الانتهاء منها.
وبينت المصادر “أن محاولات بغداد المستمرة للضغط من أجل الحصول على دعوم مالية واقتصادية تأتي على خلفية رغبة الولايات المتحدة في انتزاع العراق من الحضن الإيراني وإعادته إلى الحضن العربي، بما يسهم في زيادة الحصار الاقتصادي الأمريكي على طهران”، لافتة إلى أن الجانب الأمريكي في إطار سعيه لتطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران يدعم مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، بما يدفع باتجاه تخلي بغداد عن شراء الكهرباء والغاز من طهران لوقف تمتّعها بهذا المورد المالي.
وكشف مصدر دبلوماسي أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في 16 الجاري إلى الكويت، تضمنت نقاشا واسعا حول تفاصيل هذه المناورات، حيث غادر الأخير بعدها إلى بغداد، لمناقشة الطرف العراقي في هذه الحيثيات.