صحيفة: التقارير الأمنية عن تسلل داعش تؤجل تشريع قانون لاخراج القوات الأجنبية
الاولى نيوز / بغداد
دفعت تقارير أمنية عن تسلل مسلحين من تنظيم داعش مرة أخرى الى العراق عبر الحدود مع سوريا، إلى عودة الجدل في البرلمان بشأن تشريع قانون إخراج القوات الأجنبية، حيث أشار مراقبون إلى ان القوى السياسية أدركت خطورة الأوضاع على الحدود.
ونقلت صحيفة “المدى” البغدادية عن مصدر مطلع، قوله في تصريح صحفي، إن هناك “ثغرات” في بعض المناطق وضعف في القدرات العسكرية، تسببت بمرور عناصر داعش مع تزايد الضغط عليهم في سوريا، حيث تقترب المعارك هناك من إنهاء وجود التنظيم، مبينا ان القوى السياسية أدركت مؤخرا خطورة الاوضاع على الحدود وما جرى خلال الفترة الماضية، بينما كانت منشغلة بإعداد صيغة قانون لإجلاء القوات الاميركية، وربما كان هو السبب في وضع هذه الورقة جانبا وترك تقدير الاوضاع العسكرية لرئيس الحكومة عادل عبد المهدي.
وأشار إلى ان “القادة العسكريين أكدوا بعد الأحداث الأخيرة أن العراق مازال بحاجة الى الدعم الاميركي والتقنيات الحديثة التي تمتلكها قوات التحالف خاصة في ما يتعلق بمراقبة الحدود والتصوير الجوي، وهو ما دفع لاحقا الى التراجع عن تشريع قانون لإجلاء القوات الاجنبية في البلاد”.
وأضاف أنه “خلال تلك الفترة كان عدد غير معروف من عناصر داعش قد تمركزوا في أطراف المدن والمناطق الصحراوية، وصار تسلل المسلحين واضحا مع ارتفاع الهجمات المسلحة التي حدثت مؤخرا في البلاد، وقد رصدت الكاميرات الحرارية في المحافظات وعلى الحدود مثل هكذا تحركات في الاسابيع الماضية“.
وأوضحت الصحيفة أن هجمات داعش كانت قد تراجعت في الأشهر الستة الاولى بعد التحرير، بسبب انقطاع التمويل، لكن مؤخرا بدأت الاموال تتدفق، بحسب مسؤولين أمنيين، خصوصا مع الغارات التي ينفذها المسلحون على القرى الصغيرة وسرقة المزارعين.
وبحسب شبكة “سي ان ان” الاميركية التي نشرت تقريرا اول من امس الاحد، تقول فيه بانه من المحتمل أن يكون أكثر من 1000 من مسلحي داعش قد فروا من سوريا إلى الجبال والصحارى في غرب العراق في الأشهر الستة الماضية، وقد يكون لديهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقدا، وهي جزء من التي كانت بحوزة التنظيم قبل استعادة الموصل في 2017، وهي في الأساس من اموال البنوك العراقية وعوائد تهريب النفط، التي دفنها التنظيم في الصحراء.
وكان مصدر في لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان نهاية العام الماضي حول الأوضاع في الموصل، كشف الشهر الماضي، عن تسلل 400 مسلح من سوريا الى منطقة الجزيرة التي تربط بين الموصل والانبار وصلاح الدين.
يذكر ان تنظيم داعش قام بعدة هجمات خلال الفترة الماضية طالت مدنا في غرب وشمال البلاد، أبرزها سامراء والشرقاط والحويجة والقيارة وهيت والرطبة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 عراقيا وجرح 18 آخرين، من بينهم 15 مقاتلا من سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، إضافة الى اختطاف 11 شخصا في الانبار وصلاح الدين اثناء رحلة البحث عن “الكمأ” وقتل 3 منهم، كما يظهر نشاط متزايد للمسلحين في مناطق جبل حمرين المطلة على صلاح الدين، وجبال محكول وبيجي، حيث أفاد مصدر امني أن “بعض المناطق عادت لتكون تحت سيطرة داعش في الليل وللقوات الامنية في النهار”.