نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريراً، تحدثت فيه عن الاستراتيجية الاجتماعية والعسكرية الناجحة التي يتّبعها “حزب الله” اللبناني، معتبرةً “ان المجموعة المسلّحة تمكّنت من كسب نفوذ سياسي داخل الحكومة اللبنانية، وضمان تشكيل جيش قوي على مستوى عالمي”.
ولفتت الصحيفة، في تقريرها الى “ان طبول الحرب تدق في لبنان، في حين يخيم على مكاتب “حزب الله” في الضاحية الجنوبية في بيروت مناخ من الشك”. ونقلت على لسان واحدة من اعضاء المكتب الإعلامي لحركة “المقاومة” اللبنانية، “ان “حزب الله” يرزح حاليا تحت وطأة ضغوط دولية كبيرة”.
واوردت الصحيفة “ان إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم تتردد ايضا في توجيه تصريحات حادة ضد “حزب الله”، “الذي يتمتع بنفوذ على نطاق واسع”.
وكشفت “ان المجموعة المسلّحة الأقوى في العالم تعدّ عرضة للانفجار في اي وقت؛ نظراً للضغوط الممارسة عليها، مع العلم ان عواقب ذلك قد تكون وخيمة للغاية وكارثية. فمن جهة، يخشى نصف سكان لبنان ان تشجّع انتصارات “حزب الله” في سوريا “حركة المقاومة” على إقحام نفسها في حرب جديدة ثلاثية الأقطاب، يشارك فيها كل من المملكة السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة. ومن جهة اخرى، يبدو النصف الآخر من اللبنانيين على استعداد لحمل السلاح والدفاع عن إرث حسن نصر الله”.
واوضحت الصحيفة “ان قوة وتأثير الجماعة المسلّحة جلية للعيان في كل ركن من اركان الضاحية الجنوبية، في الوقت الذي تعد فيه زيارة المنطقة دون “دعوة رسمية” امراً مستحيلا تقريبا. علاوة على ذلك، يملك “حزب الله” عيونا في كل مكان، كما لا يمكن لأحد الحديث مع شخص غريب لا يحمل إذنا من قبل المجموعة المسلحة. وفي الأثناء، تنتشر الملصقات التي تحمل صور “السيد” نصر الله على واجهات المحلات التجارية والمقاهي في ضواحي المدينة. والجدير بالذكر ان “حزب الله” يحكم بين قبضته “قوة الشارع”، كما ان له نفوذاً في البلاد يتجاوز سلطة الجهات السياسية الرسمية في المجتمع اللبناني المقسم. ومن جهة اخرى، كسب “حزب الله” قلوب وعقول اكثر الفئات حرمانا في لبنان، من خلال تقديم عدة خدمات، على غرار التعليم والمساعدات الصحية والاجتماعية. وفي حين يعدّه البعض “وفيا لوعوده”، يراه البعض الآخر “دولة اخرى داخل الدولة اللبنانية”.
واشارت الصحيفة الى “ان استراتيجية تقديم المساعدات الاجتماعية سمحت لـ “حزب الله” بتدعيم صفوفه بالمقاتلين على نحو متزايد. وعلى رغم ارتفاع عدد الضحايا بين صفوفه في الأراضي السورية، إلا ان بقية عناصره على استعداد للقتال حتى النهاية. علاوة على ذلك، امتدت مخالب “حزب الله” إلى جميع انحاء البلاد، حتى وصلت إلى المعاقل المسيحية الموالية للرئيس اللبناني ميشال عون”.
وفي تقرير نشرته المجموعة العسكرية رفيعة المستوى، تبين “ان “حزب الله” تمكن من التعافي عسكريا، ووضع يده على احتياطي كبير من الأسلحة، وتطوير ونشر انظمة دفاعية جديدة اكثر دقة وفتكا. كما كسب خبرة على ارض المعركة من خلال المشاركة في الحرب السورية في صفوف الأسد”.
وذكرت الصحيفة الاسبانية “ان إسرائيل تقدر ان عدد عناصر “حزب الله” يصل إلى نحو 25 الف مقاتل، فضلا عن 20 الف عنصر في الجيش الاحتياطي للمجموعة المسلّحة. وفي الحرب المرتقبة مع إسرائيل، التي يراها الكثيرون مسألة وقت لا غير، سيكون “لحركة المقاومة” القدرة على إطلاق اكثر من الف صاروخ يوميا”.