السياسيةslide

صالح: يجب عدم التهاون في إنجاز الخطوات الاصلاحية وتحديداً إجراء الانتخابات

رئيس الجمهورية يقيناً، نحن بحاجة إلى مراجعة جدية لمجمل وضعنا السياسي، والتوقف عند محطات الخلل والتقاطع في المفاهيم والسلوك، والتأسيس لعقد سياسي جديد يضمن تصحيح المسارات، ويتناغم مع التطورات والظروف الراهنة، ويلبي طموحات العراقيين.

فما يمر به العراق حاليا.. وما يجري في المنطقة والعالم من تحولات جذرية.. وما يطمح إليه شعبنا من استحقاقات وطنية مشروعة.. يتطلب منا التكاتف والعض على جراحاتنا لإيصال الوطن إلى بر الأمان ومنعه في الوقوع بمنزلقات خطيرة والضياع والمجهول.

أمامنا تحديات جسيمة.. وتنتظرنا استحقاقات وطنية كبيرة.. أبرزها تهيئة الأجواء المناسبة والملائمة لإجراء انتخابات نزيهة عادلة تكوّن المسار السلمي والدستوري للإصلاح والتغيير، والخروج من دوامة الأزمة، وتحقيق تطلعات العراقيين في حياة حرة كريمة وفي دولة مقتدرة وطنية وذات سيادة كاملة غير منتقصة.

إن الاستعداد لإجراء الانتخابات المقبلة.. وهو مطلب أفرزته ساحات الحراك الشعبي في عموم العراق، وهو حِراك يتضمنُ نقاشاً وطنياً حول أُسسِ الدولة وكيفيةِ إدارتِها وحقوقِ المواطنين.  ومن هنا علينا كمؤسسات الدولة والقوى السياسية عدم التهاون في تحقيق ذلك تحت أي مبرر كان، مهمتنا في إنجاز تلك الخطوات الإصلاحية، وتحديدا إجراء الانتخابات وفي مناخ ملائم ومناسب، يحفظ أصوات العراقيين ولا يعرّضها إلى التهديد أو الابتزاز او التلاعب والتزوير.

حقيقة، نحن أمام مفترق طرق.. اما العودة إلى الوراء بنزاعات وتنازعات داخلية.. واصطفافات مذهبية وقومية تُشتت شملنا وتوهن قوتنا وتجعلنا للطامعين فريسة سهلة.

واما التقدم نحو مشروع وطني، التقدم نحو بناء الدولة الوطنية وتقوية وتعزيز قرارها وإرادتها.. وحفظ سيادتها وهيبتها.. وفرض القانون على الجميع بلا تمايز أو استثناء.

وإنني من موقع المسؤولية الوطنية.. أدعو القوى السياسية.. وجميع الناشطين والنخب المجتمعية.. وعشائرنا الغيورة.. وشبابنا الشجعان.. إلى تحمل المسؤولية في متابعة خطوات الإصلاح الوطني الجادة.. وتغليب لغة الحوار البنّاء وتقديم المصالح العليا للبلد على أية اعتبارات أخرى.. فلا إصلاح بلا إرادة ومصداقية جادة وحقيقية.. ولا عطاء بلا تضحية وإيثار.

فالإصلاح ليس شعارا فحسب.. بل هو شعور وإرادة وقرار وعمل..

العراق بحاجة إلى إصلاح شامل وبنيوي..

العراقيون يستحقون أفضل مما هم فيه اليوم، ويقينا هذا لن يتحقق بين ليلة وضحاها، ولن يتحقق من دون تراكمية التجارب الناجحة، ولن يتحقق في مناخ المناكفات واستهداف بعضنا الآخر، الإصلاح يحتاج قلوب متآلفة.. وعقل واعي لظروف العراق وخصوصيته.

وعلينا التنبه جيدا والتعامل مع هكذا قضايا مصيرية حساسة بروح عالية المسؤولية.. وعدم السماح لجعل العراق مجددا ساحة لتصفية حسابات الآخرين على حساب أموال العراقيين وأرواحهم.

قلنا سابقاً ونؤكد مجدداً.. العراق المستقر المستقل ذات السيادة، يكون خادماً وحامياً لمصالح مواطنيه، ويكون أيضا عنصر استقرار لكل المنطقة، فلا أمن ولا استقرار في المنطقة بلا أمن واستقرار وسيادة العراق.

في هذا اليوم المهم في تاريخ العراق، يوم الشهيد العراقي، نؤكد على وحدتنا وتطلعنا للإصلاح البنيوي المنشود، لنؤكد على وحدة الصف، فشعبنا يستحق الكثير، والعراق يستحق الأكثر في إعادة دوره الريادي في العالم والمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى