صافرة “سانت ليغو”
حمزة مصطفى
هذه هي الديمقراطية. لعبة جميلة لمن يتقنها لها قواعد وأصول. لايهم أن تستخدم الصافرة لإيقاف تمرير قانون مثل سانت ليغو مثلما فعل أحد النواب المستقلين, أو تضرب بعنف على الطاولة مثلما فعل آخر, أو تطالب بجلب “الطبل” الى القاعة الدستورية لكي تمارس حقك الدستوري في إستذكار مناسبة تراثية أو دينية أو تاريخية مثلما يريد الشيخ حميد الهايس حتى لو كان هذا المأثور لعبة الجوبي “وهلا باليلعب جوبي وهلا برجال الجوبي.. النوب, النوب, النوب”.
والأخيرة أي “النوب. النوب. النوب” تحتاج الى تفسير وربما تقديم طعن بصرف النظر عن إمكانية قبوله شكلا ورده مضمونا أو بالعكس. قواعد الديمقراطية تختلف عن قواعد اللغة العربية” لا صرف, ولا إعراب ولا إدغام أو إبدال”. كل شيء جائز ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية. فقد يأتي المرفوع منصوبا دون أن يعترض المعترضون والقوى المدنية والمستقلون طالما أن الأغلبية قررت أن إن لاتنصب ولاترفع لا اول ولا آخر. وربما يأتي المجرور حرف علة بينما لا تعرف “ماهي العلة” في الإصرار على هذا القانون دون ذاك أو بالعكس طالما أن كل تغيير أو تعديل للقانون وهذا التعديل الثالث فيه “إن” لا “كان” التي تعطلت هي الأخرى عن رفع الأول ونصب الثاني.
فالنصب مستمر على المواطن الكريم الذي يكتفي بالفرجة دون أن يكون له رأي فيما هو قادم وفيما مضى. فالمواطن الكريم كان ولايزال رافع الشعار الخالد “اللي يأخذ أمي يصير عمي” علما إنني لا أعرف الحكمة من كون من يأخذ أم المواطن الكريم يصير عمه. ولأن قواعد اللعبة الديمقراطية طويلة وعريضة معا طالما أن القانون المطلوب يمر قاطع المقاطعون أوتسلقوا الجدران الخارجية للبرلمان إحتجاجا على مايجري في القاعة بين فترتي الفطور والسحور وما بينهما من فواكه وحلويات لمن يشاء ممارسة حقه الإيماني بعد القراءة الأولى أو الثانية أو خلال التصويت.
فهذا القانون هو الوحيد الذي يحمي المغفلين وغفير المغفلين الذين “الهم الله”.
أما صافرة سانت ليغو وفي ظل تعبئة الكبار لكل جهودهم ومهودهم من أجل تمشية القانون طبقا لقاعدة الأغلبية التي يملكونها ديمقراطيا فلن تكون أكثر من تلك الصافرة التي يطلقها المرء لاسيما إذا كان محصورا في سوق الصفافير. المحصلة أن القانون مر غضب الشارع أم لم يغضب, والمحتجون سيمستمرون لفترة من الوقت ممارسة لعبتهم المفضلة في نصب الخيم وحرق الإطارات في معادلة البحث عن حق ضائع بسبب كثرة المطالبين وجدية الناصرين والمؤازرين والصافرين في سوق الصفارين.