شهيد البصرة الجديد يفضح مزاعم الكاظمي
كاظم حبيب
شاب بعمر الورود، عمر فاضل، سقط من جديد شهيدا كما جرح العشرات في تظاهرات المدينة المعمدة بالدم، المدينة الشجاعة بشبابها وشيبها، برجالها ونسائها، المدينة الغنية الفقيرة والمحرومة من نعمة نفطها، إنها البصرة الفيحاء، إنها المدينة السمراء الجاثية على ساحل شط العرب المنهوب نصفه، سقط شهيداً على أيدي أجهزة الأمن العراقية والميليشيات الطائفية المسلحة، في حملة ظالمة وجولة قمع شرسة جديدة ضد متظاهري ومتظاهرات البصرة. انه الطريق الذي اختاره الكاظمي لمواجهة قوى الانتفاضة المطالبة بالتغيير، وهو الطريق ذاته الذي سلكه جزار الشعب والانتفاضة الخبيث عادل عبد المهدي. لقد وضع الكاظمي رأسه وقدميه في بداية المنحدر الذي سيوصله بسرعة فائقة ليحط في قاع المستنقع المعادي لقوى الانتفاضة والاهداف التي يناضلون من اجلها ويصطف مع من سفكوا دماء الشعب على امتداد الفترة المنصرمة. إنه الطريق الذي سيفجر الانتفاضة الشبابية بقوة وعنفوان وقاعدة شعبية متسعة غير معهودة ما دام الكاظمي قد اختار أسلوب العنف لمواجهة مطالب الشعب، أختار الهراوات والرصاص الحي ثم الضحك على الذقون بتشكيل لجان تحقيقية من ذات القوى الفاسدة التي لم ولن تصل الى نتيجة واعية وموضوعية، بل ستكتب على ملف الجريمة البشعة “القاتل مجهول!” فيحفظ الملف في الأدراج ذاتها التي حفظ المالكي والمنتفگي ملفات جرائم القتل والفساد الأخرى قبل ذاك، تلك الملفات التي وعد الكاظمي زيفاً بفتحها ثم أخل بالوعد والقسم”.لم ينس الكاظمي الوعود التي قطعها على نفسه والقسم الذي أداه والبرنامج الذي طرحه، وفيه محاسبة القتلة وكبار الفاسدين ومصادرة السلاح المنفلت المستخدم من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة، فحسب، بل راح يستمرئ ممارسة أسلوب المكر والخداع ومحاولة الضحك على ذقون الشعب، هذا الأسلوب السيء الذي لم يعد يمر على بنات وأبناء الانتفاضة الباسلة. فهو يقدم باليد اليمنى الوعود تلو الوعود ويشكل المزيد من اللجان البائسة، ويقدم باليد الأخرى وينفذ كل ما تريده الأحزاب الإسلامية السياسية وبقية الطغمة الحاكمة، وكل ما يرضي المرشد الإيراني علي خامنئي، ويرتكب بذلك أسوأ الخطايا والسوءات بحق الشعب العراقي ومصالحه وطموحاته. وآخر إجراء أقدم عليه هو التصريح الذي أُعلن فيه عن إيقاف عمل اللجنة العليا لمكافحة الفساد، هذه اللجنة التي لم تقدم أي ملف فعلي إلى القضاء العراقي!! لقد كان شرط عدم فتح ملفات الفساد هو الأبرز والأهم بين الشروط العديدة التي وضعتها الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة قبل إعلان موافقتها على تكليف الكاظمي بتشكيل وزراته، التي وافق عليها الكاظميوبدأ الآن بتنفيذها، إذ اعتقد بأن الانتفاضة قد انتهت. فهو لم يقدم أي من قتلة المتظاهرين إلى القضاء العراقي، كما لم يقدم أي فاسد كبير إلى القضاء العراقي، ولم تنته أي لجنة من اللجان التحقيقية التي أدعى تشكيلها للتعرف على القتلة، بل عمد إلى إخفاء التقارير التي وضعت تحت ضغط الشارع وكشفت عن الجهات المتهمة بقتل الدكتور هشام الهاشمي مثلاً أو غيرهم من القتلة. لقد أقدمت الأجهزة الأمنية بحرق أو جرف خيام قوى الانتفاضة في أكثر من مدينة عراقية، مع الادعاء الكاذب باتفاقها على ذلك مع قوى الانتفاضة. إنها فرية كبيرة، كُشف عنها السلوك العنفي لمحافظ البصرة اسعد العيداني والأجهزة الأمنية باستخدام العنف المفرط والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، في حين أن التظاهر حقٌ مشروعٌ ودستوري ولا يجوز للحكام المستبدين والجبناء منعه. لقد كانت التظاهرات تطالب بما تطالب به الانتفاضة التشرينية بالخلاص من الطائفية المقيتة والمحاصصة المذلة والفساد، الخلاص من التمييز الديني والمذهبي، تطالب بهوية المواطنة الحرة والمتساوية، تطالب بوطن حر ومستقل غير مسلوب الإرادة والسيادة، تطالب بحق شعب البصرة وعموم العراق في الحصول على الكهرباء والماء النظيف الصالح للشرب، تطالب بالخلاص من رثاثة الأنهر والمدن، تطالب بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تطالب بفرص عمل للشبيبة العراقية العاطلة منذ سنوات، تطالب بحقوق المرأة المصادرة وحقوق النساء الأرامل والأطفال المشردين والمحرومين. لقد نسى الحاكم الجديد كلما تعلمه وطالب به حين كان في المعارضة، فكرسي الحكم تحول إلى خازوق سياسي مريح للكاظمي إستمرأه، فهنيئاً له!! إن واصلت سلوك طريق مواجهة الانتفاضة بالعنف والكذب وعدم تنفيذ ما التزمت به، فلن يكون مصيرك أفضل من مصير من سبقك من حكام العراق المستبدين أمثال صدام حسين ونوري المالكي وعادل عبد المهدي، ولن يكون الدم الذي ينزف من شبيبة العراق إِلا القشة التي تقصم ظهر وجودك في حكم العراق. كاظم حبيب.