شهداؤنا هوية وطن
لؤي الموسوي
لا نعلم اي باب نطرق إذا ما اردنا الخوض في حق الشهيد.. لا يوجد أفضل باب نطرقه في بيان مكانتهم الا باب الخالق وباب رسوله “صلى الله عليه وآله”، الذي خصهم بمنزلة عظيمة، يغبطهم عليها الانبياء “عليهم السلام”، لما لها من الفضل الكبير، وخصوصية خصها الخالق لعبادة المجاهدون في سبيله، فضل فيها المجاهدون على القاعدون، وفي مورد آخر في فضل الشهادة انهم احياء عند ربهم يرزقون، وخصهم بالشفاعة، وهذه منزلة عظيمة، لا ينالها الا من ارتضاه الرحمن تبارك وتعالى.
لو مررنا بتاريخ العراق بعجالة وتصفحنا صفحاته سنجد تاريخه زاخر بالعطاء، سيما على صعيد الشهداء، إبتداءاً من إمام المتقين علي “عليه السلام”، مروراً بولده سيد أباة الضيم ابي عبدالله الحُسين “عليه السلام”وصولاً إلى أبناءهم واحفادهم ومن سار على دربهم إلى الآن والماضي القريب خير برهان على ذلك، التي احتدت شدة المواجهة مع جلاوزة البعث ثم بعد ذلك مع تنظيم القاعدة الإرهابي واذناب داعش التكفيري، سطروا فيها ابناء العراق اروع البطولة والفِداء لاجل صون الوطن والعِرض والمقدسات، قدموا ارواحهم على راحة ايديهم، سيما بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي ومن قبلها فتوى التصدي لحزب البعث المجرم.
الجود بالنفس اقصى غاية الجودي، الدماء الطاهرة التي سقطت على منبر الحرية لا يعادلها ثمن، المرء يضحي بدمائه ومستقبله من اجل ان ينعم غيره بامنٍ و سلام، وكان في طليعة الشهداء، “قافلة العُشق الإلهي” الانبياء والرُسل والأئمة الأطهار “عليهم السلام”، تصدوا للعقائد المنحرفة لأجل صلاح الأمم وهدايتهم، وكان ضريبة تصديهم لذلك دمائهم الطاهرة.
حقهم علينا كبير، مهما قدمنا وفعلنا لا يعادل نقطة من بحر جودهم، فنوا زهرة حياتهم لنحيا، لهذا أقل ما نفعله تجاهم يتمثل في أمرين أساسيين؛ اولهما تخليد ذكراهم العطرة، وان لا يقتصر هذا فقط على وضع جدارية “صورة” هنا وهناك، وإنما يكون بسرد مواقفهم البطولية في المحافل العامة والخاصة والأهم من ذلك في المناهج الدراسية، على مختلف المراحل الدراسية، لتترسخ الصورة لتتوارثها الأجيال، بهذا سيخلد ذِكراهم لنرد الجزء اليسير لهم، اما الآمر الثاني هو الإهتمام بعوائلهم ورعايتهم قدر المستطاع، لانهم أصحاب فضلٌ على الجميع، تحملوا وصبروا مرارة فقد الاب والأبن والأخ والزوج.
شهداؤنا هوية وطن.. الإمام الحسين ابن علي “عليهما والهما السلام”، هوية لكل احرار العالم يقتدي به طلاب الحُرية والعدالة، خُلِدَ ذكراه بموقفه يوم الطف، الذي سطر لنا اروع صور التضحية والفداء لاُجل العقيدة والإنسانية، كذلك هو الحال بالنسبة لشهداء العراق الذين هم بحق هوية الوطن والعقيدة، وكان في طليعتهم الأسر العلمية المجاهدة؛ من آل الحكيم وال الحلو وآل بحر العلوم والخلخالي وآل الصدر واسرة الإمام الخوئي وغيرهم من الأسر المجاهدة وآخرها من لبو نداء فتوى الجهاد الكفائي، الذين احيوا الارض بعد ان اراد الطُغاة والتكفيريين والفاسدين احراقها، قدموا دمائهم للعراق والعراقيين، لهذا اصبحوا عنوانه البارز هوية وطن.