الاولى نيوز/بغداد
أياد السماوي
كنّا نراه استفتاء مشؤوما بل ونهاية لوطن ضّحى من أجله مئات الآلاف من خيرة أبنائه وشبابه , وكنّا نراه طعنة نجلاء من حاقد لئيم تشرّب الحقد في بدنه وعقله وروحه , طعنة لوطن لم يولد فيه مسعود ولم يرضع غير الكراهية له , فمسعود الذي ولد في مهاباد الإيرانية حين كان أبوه الملا مصطفى رئيسا لأركان جيش جمهورية مهاباد , ليست له جذور في هذا الوطن ولم يخلص له يوما هو وأبيه من قبله , حاربا هذا الوطن ولم يتركا جهازا لمخابرات دولية لم يستعدياه ويعملا معه من أجل تقويض الأمن والاستقرار في العراق واستنزاف طاقاته وموارده , كنّا نعتقد أنّ الاستفتاء سيجرّ العراقيين إلى التشرذم والحرب الأهلية , خصوصا عندما خرجت بعض الأفاعي السامة من أوكارها لتطالب هي الأخرى بكونفدرالية سنيّة , كانت الأمور تجري بشكل سوداوي , واحتمالات الحرب المدمرّة باتت هي الصورة الأوضح التي أمامنا , ولم يجري في خلد أحد منا أن الله تعالى سيسّخر للعراقيين رجلا أسمه قاسم سليماني ليقوم بما قام به وينتزع فتيلا كاد أن يحرق الأخضر واليابس , ويحوّل استفتاء مسعود من نقمة إلى نعمة .
فلولا نعمة الاستفتاء لما استعادت قواتنا المسلّحة وقواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي المقدّس محافظة كركوك وكل الأقضية والنواحي المغتصبة في محافظات ديالى ونينوى والتي سيطرت عليها قوّات مسعود تحت سياسة قضم الأرض وفرض الأمر الواقع , ولما استعادت قواتنا الأمنية آبار النفط في كركوك وحقلي آفانا وباي حسن الشمالي والجنوبي , كما أنّ نعمة الاستفتاء أعادت للدولة هيبتها وسيادتها المفقودة على شمال العراق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991 وحى هذه اللحظة , فقد ولّى وإلى الأبد وضع الدولة داخل الدولة الذي جعل من الإقليم وكأنّه دولة مستقلة ذات سيادة , وما ينطبق على محافظات الوسط والجنوب والغرب ينطبق على محافظات شمال العراق , وسيطبّق القانون الاتحادي بفضل نعمة الاستفتاء على كل جزء من أرض العراق , ولن تكون أربيل بعد الآن ملاذا ومرتعا للخارجين على القانون والمطلوبين للقضاء العراقي , وستعود المطارات والمنافذ الحدودية تحت سيطرة وإشراف الحكومة الاتحادية , وسيرحل الديكتاتور وأبناءه ويتواروا عن أنظار الشعب الكردي كما توارى المقبور صدّام وأبناءه وأخوته عن أنظار الشعب العراقي وإلى الأبد , ولن يتسلّط مسرور أو منصور أو نيجرفان على رقاب الشعب الكردي بعد الآن , وسيرفع علم العراق عاليا خفاقا فوق كل بناية حكومية , والأهم من كلّ هذا لن يبقى للموساد الإسرائيلي وجود بعد اليوم في شمال العراق , وستعود الأخوة العربية الكردية كما كانت وسيغني العراقيون جميعا هربجي كرد وعرب رمز النضال , فشكرا لغباء وغرور وعنجهية مسعود .