شقيق فلويد للكونجرس: لم يستحق الموت بسبب 20 دولارا
حاملا حزنه وآلام الملايين من ذوي البشرة السمراء.. ذهب شقيق جورج فلويد الذي اختنق تحت أقدام شرطي، إلى العاصمة الأمريكية، بمناشدة مشحونة للكونجرس لوضع حد لأوجاع بني جلدته.
“لم يكن يستحق أن يموت بسبب 20 دولارا”.. قالها فيلونايز فلويد (43 عاما) من مدينة ميزوري بولاية تكساس، بصوت تملؤه الحسرة، في شهادته أمام اللجنة القضائية بمجلس النواب التي حضرها معه محامي الأسرة بن كرامب وعشرة أشخاص آخرين.
وعقدت اللجنة القضائية أول جلسة استماع في الكونجرس لدراسة القضايا الكامنة وراء الاضطرابات المدنية، مثل الظلم العنصري ووحشية الشرطة، والتي اندلعت بعد وفاة جورج فلويد في 25 مايو/أيار.
وتابع الأخ: “جورج لم يكن يؤذي أي شخص في ذلك اليوم. لم يكن يستحق أن يموت بسبب 20 دولارا. أنا أسألكم.. هل هذه قيمة الرجل ذو البشرة السمراء؟ 20 دولارا؟ هذا هو عام 2020. طفح الكيل… عليكم أن تتأكدوا من أنه لم يمت هباء”.
وناشد شقيق جورج فلويد الكونجرس بـ”الإصغاء إلى مطالبات” الأمريكيين من أصل أفريقي والشارع بصفة عامة وإصلاح قوات الأمن.
وأضاف متأثرا أنه “لا يستطيع وصف الألم” الذي شعر به حين شاهد الشريط المصور الذي أظهر ما تعرض له شقيقه حين قضى اختناقا تحت ركبة الشرطي ديريك شوفن.
وتابع كلامه أمام لجنة قضائية في مجلس النواب ذي الغالبية الديموقراطية: “لعلي عبر مخاطبتكم اليوم، لا يكون (جورج) قد مات عبثا، بحيث لا يصبح فقط وجها على قميص واسما آخرا على لائحة تتسع باستمرار”.
وناشدهم قائلا: “أرجوكم، أصغوا إلى ندائي، اصغوا إلى نداءات عائلتي، إلى نداءات من ينزلون إلى الشارع في العالم أجمع”، في إشارة إلى المظاهرات التي أعقبت مقتل شقيقه وهي الأكبر منذ حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي.
واستطرد غداة جنازة شقيقه في هيوستن بتكساس “لبوا (هذه النداءات) وتبنوا الإصلاحات الضرورية لتكون قوات الأمن هي الحل وليس المشكلة (…) احرصوا على أن تحاسب حين تخطىء، علموها أن تتعامل مع الناس بتعاطف واحترام وعلموها انه ينبغي عدم اللجوء إلى القوة القاتلة إلا حين تكون حياة إنسان على المحك”.
ودفن فيلونايز شقيقه، الثلاثاء، وغالبته مشاعره على طاولة الشهود بينما كان يصف كيف أنهم لم يتمكنوا من توديعه.
وقال في شهادته: “أنا هنا لأطلب منكم أن توقفوا ذلك. أن توقفوا الألم… جورج طلب المساعدة ولم يلق آذانا صاغية. أرجوكم استمعوا إلى ندائي لكم الآن، إلى نداءات عائلتنا والنداءات التي تهز الشوارع في جميع أنحاء العالم”.
ولم يتضح ما إذا كان الديمقراطيون والجمهوريون سيتمكنون من التغلب على الخلافات الحزبية لتمرير تشريع يمكن أن يرغب الرئيس دونالد ترامب في التوقيع عليه.
واتهم الضابط ديريك تشوفين، الذي فُصل من عمله بعد الحادث، بالقتل من الدرجة الثانية والثالثة والقتل الخطأ.
وللصدفة عمل كل من جورج فلويد وتشوفين كحارسي أمن في نفس الملهى الليلي.
وقال فيلونايز فلويد إن تشوفين يعرف أخاه وقتله “لأنه لم يكن يعجبه”، مضيفا أن ما حدث “لا بد وأن تكون له صلة ما بالعنصرية”.
وأضاف: “لكي يفعل شيئا كهذا، يجب أن يكون مع سبق الإصرار والرغبة في أن يفعل ذلك”.
وشهدت جلسة الاستماع المشحونة عاطفيا تعبير المشرعين والشهود عن حزنهم لوفاة فلويد، وهي الأحدث في سلسلة طويلة من وقائع قتل رجال ونساء أمريكيين من أصل أفريقي على أيدي الشرطة التي أثارت الغضب في شوارع أمريكا ودعوات جديدة للإصلاحات.
خلافات الكونجرس
كما سلطت الجلسة الضوء على الانقسامات في الكونجرس والبلاد بين أولئك الذين يريدون تغييرات شاملة في ممارسات الشرطة وأولئك الذين يدافعون عن عمل تطبيق القانون ويلومون أي مشاكل، كما تحدث أحد المشرعين الجمهوريين، عن “عدد قليل من ثمار التفاح الفاسدة”.
وقال النائب جيم جوردون، كبير الجمهوريين في اللجنة، إن الأمريكيين “يتفهمون أن الوقت قد حان لإجراء مناقشة حقيقية ونقاش حقيقي والتوصل لحلول حقيقية حول معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل أفريقي”.
وتستعد اللجنة لطرح التشريع الديمقراطي على مجلس النواب بحلول الرابع من يوليو/تموز.
ظلال الاحتجاجات تطال الشرطة
وفي إطار الاحتجاجات المستمرة على مقتل فلويد، حذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من تسرب بيانات شخصية للعاملين بالشرطة على الإنترنت.
وتعقدت الأمور بين نقابة الضباط ورئيس شرطة منيابوليس ميداريا أرادوندو، الذي أعلن انسحابه من المفاوضات.
وقال أرادوندو، إن “إدارة شرطة المدينة ستنسحب من المفاوضات مع النقابة التي تمثل ضباط الشرطة والتي كانت تستهدف تسهيل عملية إصلاح الجهاز في أعقاب وفاة جورج فلويد”.
ولفت إلى أنه “سيطبق نظام إنذار مبكر جديدا لتحديد سلوك ضباط الشرطة بما يسمح للمشرفين بالتدخل سريعا لسحب الضباط مثيري المشاكل من الشارع”.
متابعة / الاولى نيوز