سياسة التيار اللاحضاري
شهاب وهاب رستم
منذ نشأة العلاقات دأبت الحكومات على ترتيب وتنظيم العلاقات مع الدول الاخرى في المجالات السياسية و الدبلوماسية ، الأقتصادية ، العسكرية والثقافية وكل المجالات الحيوية ذات العلاقة ..
لذا يرسل المندوبين والسفراء ويشكل القنصليات والقائمين بالأعمال مع الدول التي تبادل ذات العلاقة مع الدولة .. هؤلاء .. من السفراء والقنصلي والقائم بالاعمال يوفي بلده بكل التفاصيل التي تحدث في البلد المستضيف ، بل ويكتب الحواشي والتعليقات على الاحداث لقربه من الأحداث ، وبذلك تكون مادة جاهزة ذات قيمة عالية للدولة
( الحكومة ) لبناء سياستها وقرارتها مع أو ضد في هذه العلاقات مع الدول .. تعتمد الحكومات على هذه التقارير لما لهم من ثقة بمن يرسلونهم الى هذه المهام والوظائف ، ولا ننسى هنا ان هؤلاء الموظفين ذو كفاءة وخبرة ومتدربين على العمل من خلال دخولهم في دورات خاصة ، وهؤلاء يكونون اكاديميين و باختصاصات مختلفة .. كما ان النخبة السياسية الذين هم القادة للاحزاب يكونون في السلطة التنفيذية والتشريعية او من يتبعهم يستلمون هذه الوظائف .
في الدول يكونون ضليعين في السياسة وإدارة المؤسسات وعلى قدر كلف من فنون الدبلوماسية .. لكن الذي حدث ويحدث وما نشاهده اليوم على الساحة السياسية لأمر مخجل وفي غاية التعاسة .. في بلد ندعي ان لنا فيها حضارة وقيم انسانية . الجهل يطبق على كل معالمنا ومؤسساتنا لا بل تحولت المؤسسات الى محلات بقالة وبيع الخردة بسبب تمزيق القيم والحضارة وتدميرالانسان من قيمه بتسليط الفكر السوداوي على المفكرين والمتعلمين وتقديم من لا يجيدون فن السياسة والدبلوماسية .. ولا ادارة حتى محل بقالة في سوق الخضروات .
نحن في زمن ينتشر فيها مرض خطير يدعى ـ كرونا ـ يعجز المختبراتالعالمية عن إيجاد لقاح لهذا المرض الفتاك الذي اصاب وزرائ وزعماء اكبر دولة في العالم .. رئيس وزراء بريطانيا .. المانيا .. وفي امريكا .. ونحن ندعي اننا محصنين من هذا المرض لاسباب غير مقنعة لاعلملياً ولا منطقياً ، حتى كبار دعاة هذه الفكرة غير محصنين من المرض ، ولم نشاهدهم كما اعتدنا على الشاشات في المناسبات وغير المناسبات ، وهذا يذكرني بما عشته في تموز ١٩٨٦ ، عندما كانت ام لطفل مريض بيدها قدح ماء تذهب بها لشيخ القرية ليقرأ على قدح الماء لعلاج ابنها والشيخ نفسه كان مريضاً في ذلك اليوم ولم يستع من استقبال المرأة وكان ينتظر الطبيب ليعالجه ولم يقول للمرأة اذهبي للطبيب لعلاج ابنك ..!!! وعندما يكون امثال هذا الشيخ يدلينا على امور حياتنا كيف سنحصل على الحرية الفكرية والصحة والنجاح في قادم الايام.