سنة ثانية.. من الأمل أم اليأس؟
د. فاتح عبدالسلام
المشهد العراقي فيه الكثير من الاحباط الثقيل منذ سنوات، وانَّ من المتوقع حدوث اشتباكات مجدداً بين المتظاهرين ورجال الامن أو دخول اتجاهات أخرى على الخط من اجل التشويش أو أي سيناريو آخر.
لكن الثابت هو انَّ الذين خرجوا في تشرين الأول الماضي، وعادوا محمّلين بستمائة شهيد وثلاثين ألف جريح ومفقودين حتى الآن، لن يأكلوا من كلام الدبلوماسيات والمساعي الحميدة بين ضفتي الفساد والشعب، وهو الدور الذي وقعت فيه الحكومة مرغمة أو طوعاً من أجل نزع فتيل التصعيد، ومحاولة تسيير أمور البلاد.
لاشيء في حصيلة المنتفضين من منجز حتى الآن سوى هذه الدماء التي سالت ، وذلك التغيير الحكومي الذي يعد لانتخابات مبكرة.
في حين لا تزال قواعد اللعبة ثابتة وانَّ التشريعات المقررة والتي ستُقَر لاحقاً، لا تتيح إلا الهوامش الضيقة في التغيير، والنتيجة المرجحة هي انَّ الآتي بعد الانتخابات المبكرة، سينتقل من مستوى الاحباط الى مستوى اليأس الكامل، و يعني الوصول الى تلك النقطة، مواجهة المصير المجهول الذي نحذر منه منذ سنين.
المشرّعون عليهم أن يتيحوا الفرص الكبيرة للوضع التاريخي للشعب العراقي في هذا المفترق، فالتشريعات تناسب زمنها، ولا يمكن أن تأتينا قوانين للوضع السياسي تنتمي لزمن لم يعشه العراقيون بعد أو زمن عاشوه وعانوا منه المرارة والحرمان والبؤس.
ما يحدث من احتجاجات اليوم في مطلع سنة جديدة من الثورة على الظلم، هو التمرين المبسّط والمقنّن والمسيطر عليه، لأنه لاتزال هناك عناوين معينة، يرتبط بها العراقي الثائر، أما اذا جاءت الموجات المفاجئة بفعل عوامل دولية واقليمية من جهة وبسبب من العجز في التغيير السياسي والمعيشي بعد الانتخابات، فإنَّ كلّ شيء سيخرج عن السيطرة، وانّ أقطاب الفساد أنفسهم لن يستطيعوا الحفاظ على ما جنوه ولن يأمنوا طشار الغضب.