سقر البشرية!!
الكاتب د-صادق السامرائي
ربما إن أرقى مرحلة في حياة البشرية برغم ما رافقها من تداعيات وويلات , هي التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية , ويُخشى أن تنتهي بعد 2020!!
فالحياة البشرية موحشة شرسة دموية غابية الطباع , ولأول مرة في التأريخ إتفقت الدول على تأسيس عصبة الأمم التي تطورت إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها , للحفاظ على الأمن والسلام الأرضي.
قد يستغرب القارئ مما تقدم , لكن المطلعين على تأريخ البشرية يعرفون أن العقود السبعة الأخيرة من حياتنا فوق التراب , هي الأرقى والأكثر إنسانية على مر العصور.
إذ رافقتها إكتشافات وإختراعات نقلت البشرية إلى آفاق الحياة المعاصرة , التي لم يعش نسبة ضيلة منها أعظم الملوك والأباطرة من قبل.
نعم إن البشرية كانت تعيش في جنات الأرض , ومروج الإنسانية , وتبدو اليوم وكأنها على شفا سقر الذي ربما سيأخذها إلى جحيمات الوعيد.
فسقر الأرض معناه أن يندلع ما تمتلكه من أسلحة دمار شامل , وتنطلق من مكامنها الصواريخ الفجائعية والقنابل الإفنائية , وتحوم فوق خلق الله أبابيل الثبور والهلاك الحتمي المبين , التي ستلقي بأحجارها النووية على البشرية , فتحيلها إلى نيران ملتهبة ودخان يكنز رائحة الأبدان المشوية.
ويُخشى أن تكون البداية قد تأسست وتأكدت بصولة الكورونا , التي زعزعت أركان الحياة في بقاع الأرض كافة , وأصابتها بشلل مبيد.
فالتوحش البشري سيكشر عن أنيابه وسينشب مخالبه في بدن الضعفاء , الذين توهموا بأن الحياة نزهة في حدائق الأمن والأمان والرحمة والألفة.
فما هي المسافة الزمنية بين النار والماء , بين الرماد والدخان , بين الهشيم والحدائق الغناء , بين الإنسان والوحش الذي يزأر في دنياه؟
قد نرى ما قد نرى , لكن المسير نحو الهاوية يبدو أكثر تسارعا مما نتصور , وأن الأرض تريد التعبير عن إرادتها وطبخ مخلوقاتها في تنورها اللهاب , وعليها أن تكون سجيرها المستطاب.
فهل ما تقدم يعبّر عن لسان حال واقع مبيد؟!!