سر شحنات النفط الإيرانية إلى فنزويلا.. القصة الكاملة
تقتحم شحنة النفط الإيرانية فنزويلا، البلد المثقل بالديون، في خضم العلاقات الخلافية القائمة بين طهران وواشنطن منذ أكثر من أربعين عاما، وفق خبراء لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال رئيس القيادة الأمريكية الجنوبية في منقطة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر إن واشنطن تتابع “بقلق” أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا.
ويقول المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا إنه في خضمّ المناوشات الكلامية، تجد فنزويلا نفسها “متورطة” في “مشكلة جيوسياسية”.
ذهب فنزويلا
لكن السؤال المطروح هو كيف تدفع كراكاس ثمن المحروقات وخزائنها فارغة؟
ولم تعلن الحكومة الفنزويلية أي شيء بهذا الشأن. لكن المعارض خوان غوايدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة حذرت الشهر الماضي من رحلات مشبوهة بين طهران والعاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا “الذهب” لإيران مقابل شحنات النفط.
وفي أوائل الشهر الجاري، كشفت وكالة “بلومبرج” الأمريكية عن صفقات بين إيران وفنزويلا تحصل فيها الأولى على أطنان من الذهب مقابل مساعدة الأخيرة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وقال أشخاص، على معرفة مباشرة بالأمر، إن فنزويلا، التي تعاني مشاكل في السيولة النقدية وحاجة ماسة لدعم قطاع النفط لديها، سلمت أطنانا من سبائك الذهب إلى إيران، حيث شحن مسؤولون حكوميون نحو 9 أطنان من الذهب – ما يوازي نحو 500 مليون دولار – على متن طائرات متجهة إلى طهران باعتبارها دفعة مقابل تقديم الأخيرة يد المساعدة في تشغيل مصافي البنزين المعطلة.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن هذه الشحنات، التي أسفرت عن تراجع مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، تركت البلد الذي تمزقه الأزمة مع 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أقل معدل خلال ثلاثة عقود.
عقوبات جديدة
وترزح فنزويلا وإيران تحت عقوبات اقتصادية أميركية تضرب قطاع انتاج النفط في البلدين. وتقول الخبيرة في العلاقات الدولية جيوفانا دو ميشال إن إرسال السفن الإيرانية إلى فنزويلا قد يعرض البلدين “لمزيد من العقوبات”.
ويضرب الحظر الأمريكي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً. ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
نقص الوقود
ويرى المحلل لويس أوليفيروس أن شحنة النفط الإيرانية لن توجد حلا لأزمة الوقود الخطيرة التي تعاني منها فنزويلا”
وقبل العزل الذي فُرض في منتصف آذار/مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق تورو هاردي.
في الوقت الراهن تراجع العرض إلى خمس الكمية المذكورة أعلاه، وفق أوليفيروس.
وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة. وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار انتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر
متابعة / الاولى نيوز