سجينات داعش في العراق.. سببان قد يسمحان بأعادتهن الى بلدانهن
رصد تقرير اميركي حياة نحو 800 امرأة داعشية محتجزة في سجن الرصافة في العاصمة بغداد، من جنسيات مختلفة، يقضين عقوبات تتراوح بين السجن 15 عاما والمؤبد والإعدام. يقول التقرير إن كثيرات منهن مازلن يعتقدن بأفكار التنظيم المتشدد، ووفقا لتقرير مجلة فورن بوليسي الأميركية فإنهن هؤلاء السجينات يحلمن بأن تتسبب الأزمة الاقتصادية في العراق وجائحة كورونا بتسريع عمليات إرسالهن إلى بلدانهن.
ويضم السجن نساء من جنسيات مختلفة، بما في ذلك الأذربيجانية والنمساوية والفرنسية والألمانية والأردنية والروسية والسعودية والسويدية والسورية والأوكرانية، ومن طاجيكستان وعائلة من ترينيداد وتوباغو.
طبقا لإحدى النساء اللواتي تحدثن للمجلة عبر الهاتف الشهر الماضي، فقد تم وضعهن في السجن منذ نحو 3 أعوام، وكن في البداية مع أطفالهن.
ورُحل معظم الأطفال، في أوقات سابقة، إلى بلدانهم الأصلية، وظلت النساء يقضين أحكامهن المتعلقة بالانتماء للتنظيم المتشدد أو المشاركة في أنشطته. تقول المجلة إن غالبية النساء اللواتي أجرت معهن مقابلات كن في البداية مصرات على أنهن لا يعيرن أي اهتمام بأوطانهن وأن “إخوانهن في داعش سوف يحررونهن”.
لكن وبمرور الوقت، تضيف المجلة، سرعان ما تغير ذلك، حيث يرى معظمهن أن تنظيم داعش لم يعد قويا بما فيه الكفاية للسيطرة على بغداد حيث يقع السجن، كما أنهن لا يعتقدن أن عناصر التنظيم المتبقين، ومعظمهم عراقيون الآن، سيهتمون بهن، لكونهن يحملن جنسيات أجنبية.
ويتابع تقرير “فورن بوليسي” أن بعض السجينات، ممن أُعيد أطفالهن بالفعل إلى بلدانهم الأصلية، يشعرن بالتفاؤل بأن العراق قد يرحلهن أيضا قريبا، وخاصة في ظل أزمة جائحة كورونا والمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها البلد.
قالت إحدى النساء اللواتي تمت مقابلتهن: “لا أعتقد أن العراق يريد أو يمكنه تحمل إطعامنا وحراستنا وإيوائنا مدى الحياة، لذلك أعتقد أننا سنعود في النهاية إلى ديارنا”.
وتكشف المجلة أنه منذ بداية انتشار الوباء في العراق، بدأ القضاة بالتحدث علنا حول إعادة السجناء الأجانب إلى أوطانهم الأصلية، حتى أن البعض قال إنه سيتم ذلك بحلول نهاية هذا العام، إذا وافقت بلدانهم على استقبالهم.
ويجري العراق محاكمات لمئات الأجنبيات اللواتي اعتقلتهن القوات مع مئات من أطفالهن بعد انهيار معاقل تنظيم داعش في 2017.
وحارب آلاف من الأجانب في صفوف التنظيم في العراق وسوريا منذ عام 2014 على الأقل. وجاءت أجنبيات كثيرات أو تم نقلهن من الخارج للانضمام إلى مقاتلي التنظيم.