مقالات

سبل النهوض بالصناعة العراقية

أبرز المشاكل والمعوقات التي تواجه القطاعسبل النهوض بالصناعة العراقية – عادل عبد الزهرة شبيب

يتميز الوضع الاقتصادي في العراق بالتدهور عموما وأن القطاع الصناعي في العراق لم يتطور طيلة السنوات السابقة وحتى اليوم وهو في تراجع مستمر , وذلك بسبب السياسات والاجراءات الفاشلة المتبعة والتي اضعفت تطور القطاع الصناعي بمختلف فروعه .فقد ادت سياسة النظام المقبور وحروبه العبثية الى فرض الحصار الدولي على العراق ما ادى الى تدمير البنية الصناعية في العراق , وعانت الصناعة العراقية من عدم توفر المواد الأولية والوسيطة وصعوبة الحصول على المواد الاحتياطية وشحة الأموال وتخلف التقنية المستخدمة نظرا الى عدم مواكبة التطورات الفنية والتكنولوجية في العالم .وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 ونتيجة للسياسة الاقتصادية التي نفذتها سلطة الاحتلال والحكومات المتعاقبة بعدها تم اغراق السوق العراقية بالسلع المختلفة المستوردة من الخارج والتي تتمتع بميزات تنافسية افضل من السلع المحلية كما انها تباع بسعر ارخص من السلع العراقية مما ادى الى تهميش وتعطيل الكثير من الصناعات المحلية بما فيها المتوسطة والصغيرة.من اهم المشاكل والمعوقات التي تعاني منها الصناعة العراقية اليوم : -1عدم وجود سياسة صناعية واضحة المعالم ضمن توجه استراتيجي نحو تحقيق التنمية المستدامة , مع قلة التخصيصات للقطاع الصناعي في الموازنة العامة .-2تقادم وسائل الانتاج وهيمنة الأساليب القديمة غير الكفؤة التي ادت الى تدني مستويات الانتاج , اضافة الى عدم ادخال تكنولوجيا حديثة , ما ادى الى ارتفاع تكاليف الانتاج ومن ثم الى ضعف او انعدام القدرة على منافسة السلع الأجنبية . -3ضعف رؤوس اموال القطاع الخاص وعدم تمكنه من تطوير المصانع او تجديدها . -4ضعف دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة حيث اندثر الكثير منها نتيجة الظروف الأمنية واوضاع الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي المستمر الى اليوم وغير ذلك .ظروف امنية -5الظروف الأمنية وحالة الاستقطاب الطائفي وما ادت اليه من هجرة الصناعيين على نطاق واسع الى بلدان اخرى بحثا عن بيئة استثمارية افضل وظروف اكثر امانا لهم ولعائلاتهم . -6اغراق السوق العراقية بالسلع الأجنبية المختلفة ومن مناشئ مختلفة وخاصة من دول الجوار وعدم اخضاعها لقوانين التقييس والسيطرة النوعية مما اضر بالقطاع الصناعي العراقي وابعده عن المنافسة بشقيه الحكومي والخاص وادى الى تدني مستويات الانتاج المحلي نوعا وكماَ. -7تخلف الخدمات المصرفية وما ينجم عنه من اعاقة للنمو الصناعي . -8عدم التنسيق بين المشاريع الصناعية ضمن القطاع الواحد او مع القطاعات الاخرى بسبب عدم وجود سياسات اقتصادية واضحة .ولأجل تمكين القطاع الصناعي العام والمختلط والخاص من استعادة عافيته والتغلب على المعوقات التي تكبح نشاطه فمن الضروري تبني الدولة سياسة صناعية متكاملة تستند الى استراتيجية تنمية واضحة وتعمل على : –

-1ضمان دعم الدولة للمشاريع الصناعية ذات المكون التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة وذات الأهمية الاستراتيجية كالصناعات الكيمياوية والبتروكيمياوية والانشائية والصناعات التعدينية كاستخراج الكبريت والفوسفات .

-2دعم المنشآت الصناعية والمعامل العائدة للدولة واعادة تأهيلها واصلاحها اداريا واقتصاديا والنهوض بها لتساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني .

-3تشجيع استغلال الخامات المعدنية في اقامة صناعات تحويلية داخل العراق .

-4العمل على تأمين تنمية متوازنة بين القطاع الصناعي وبين مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية الاخرى وخصوصا مع القطاع الزراعي.

-5تبني الدولة انشاء مدن صناعية حديثة ذات بنى تحتية وامدادات من الخدمات الأساسية التي يحتاجها النشاط الصناعي كالطاقة والماء وغيرهما . –

6ايلاء الاهتمام الضروري للصناعات الصغيرة والمتوسطة والعناية الخاصة بصغار المنتجين من كسبة وحرفيين واصحاب الورش الصناعية الصغيرة ومساعدتهم على النهوض بمشروعاتهم الاقتصادية نظرا للدور الذي يمكن ان ينهضوا به في مجالات التشغيل والتدريب المهني وفي زيادة الانتاج واشباع جزء من حاجات الأسواق المحلية .

-7دعم القطاع الخاص وطمأنته بإقامة بنية مستقرة , قانونية وادارية ومالية ومنحه تسهيلات واشكال مناسبة من الحماية لفترات محددة حتى يستطيع الارتقاء بمنتجاته الى مستوى المنافسة الخارجية .

-8دعم المصرف الصناعي وتعزيز رأسماله وتشجيع تأسيس الصناديق الاستثمارية المتخصصة في تمويل المشاريع الصناعية وتفعيل صندوق التنمية واستحداث مصادر تمويل جديدة لتمويل المشاريع الصناعية واقراض الصناعيين بشروط ميسرة

-9اعادة النظر بالتوزيع الجغرافي للمشاريع الصناعية بما يكفل تلافي التفاوت الملحوظ في مستويات تطور المناطق الجغرافية , وتحقيق تنمية متوازنة تتيح ضمان العدالة والعقلانية في التنمية وثمارها .

-10 الحاجة الى تحسين اداء الادارة وتطويرها ومكافحة الفساد والمفسدين , وان يكون عمل مؤسسات الدولة مستندا الى المعايير الاقتصادية والعلمية . –

11المحافظة على الكوادر العلمية والتقنية والمهارات ورعايتها وتشجيعها والعمل على اجتذاب الكوادر التي غادرت العراق والاستفادة القصوى منها في عملية التنمية .اعادة نظر –

12اعادة النظر بالقوانين والتشريعات الحالية بغية تكوين بيئة استثمارية مناسبة , تهدف الى اجتذاب رؤوس الأموال العراقية المغتربة, وتمكين الصناعة العراقية من الانفتاح الكامل على العالم المتطور .

-13تدريب وتأهيل الصناعيين العراقيين في المجالات المختلفة وعلى اتباع الأساليب الادارية الحديثة , من خلال المشاركة في المعارض الدولية والاقليمية وحضور الندوات التي تقيمها المنظمات المعنية بالشأن الصناعي . –

14المعالجة الجذرية للكهرباء وتوفيرها بشكل مستمر فلا صناعة بدون كهرباء .لقد باتت الحاجة ماسة الى التفاتة مسؤولة الى هذا القطاع الهام, كما الزراعة , ودوره الان ومستقبلا , سيما بعد ان اتضح بما لا يقبل الشك خطورة استمرار المراهنة على عائدات النفط وهي التي لا يمكن التحكم كليا بها .فمتى يتم النهوض بالقطاع الصناعي العراقي بمختلف فروعه ؟ وهذه مهمة امام الحكومة التي ستتشكل بعد انتخابات 10 / 10 / 2021، فهل ستنجز ذلك ؟ اشك بذلك!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى