سبايكر
هادي جلو مرعي
لتكن سبايكر مناسبة لتحقيق العدالة لجميع العراقيين بمذاهبهم وقومياتهم المختلفة، فالدول المتخلفة هي التي لاتمتلك إرادة تحقيق العدالة لرعاياها الذين يدفعون الثمن الباهظ حين يتعرضون لحوادث قاهرة، ولأسباب مختلفة وأليمة. باع العجل الصغير ليتسنى له تزويج شقيقه (حيدر) كان (علي) جنديا في الجيش العراقي، وفي العام 2014 وبينما كان (حيدر) يستعد للزواج، كان عليه أن يستعد لرحلة ظنها مؤقتة الى شمال بغداد حيث يقع معسكر سبايكر ليسجل في قوات الأمن، ثم يعود ليكمل إجراءات العرس، ولم تكن الغرفة التي بناها علي قد إكتملت بعد، لكنه أنجز منها الأهم، ورتب (بقية الأمور) كما يسميها. كان متطرفو داعش قد وصلوا عديد المدن غرب وشمال العراق، وكان آلاف المتطوعين من الشبان لايعلمون ماهو المطلوب منهم في بيئة تحاصرهم، مع قرب وصول عناصر داعش الذين كانوا يندفعون بقوة، بينما ينحسر وجود القوات النظامية التي تركت مواقعها تحت ضغط الدعاية الإعلامية، وليتبين للجميع إن العقيدة العسكرية للجيش العراقي لم تكن ناضجة، وإن هناك الكثير من الإستعدادات والتدريب والتضحيات ليصل ذلك الجيش الى مرحلة يكون فيها مخيفا لمن يرهب الناس، ويتطاول على حياتهم. كان حيدر من بين المئات من الشبان الصغار حين إقتادهم إرهابيو التنظيم المدعوم من دول كبرى، وأجهزة مخابرات عالمية الى القصور الرئاسية على شاطيء دجلة، وأخذوا يصفونهم واحدا واحدا، وبينما كانت الجثث تلقى في النهر، كانت الدماء تنساب الى النهر، وتلطخ الجدران والكونكريت الساند للقصور الشاهقة، وكان حيدر يسير في قافلة الموت، وكان جسده نحيفا، وبدا خائفا وهو ينظر مشدوها في أكثر من إتجاه وقد عرفناه من قميصه الذي كان قميص نادي برشلونة الإسباني لكن من نوعية رديئة من تلك التي يبتاعها الشبان الفقراء من محبي كرة القدم.