سباق بلا نهاية
نزار محمود
العالم في جوانبه المعروفة وغير المعروفة، من مادية وغير مادية، في تطور دائم منذ أن نشأ، وفي حدود ما عرفناه عن تلك النشأة، ولا زلنا نبحث عنها، وسيبقى يتطور وهي مسألة حياتية حتمية.فكائناته الحية يشهد العلم على تطورها المستمر، وحتى كائناته غير الحية، وما وقع بينها. ربما لم يكن معروفاً عند الكثيرين منا كيف لا يمكن لفايروس ان يتحول الى كائن حي دون بيئة حية!البشر حاجات ونوازع ورغبات، وهم في صراع في خضمها، لا تتطور الحياة دونه ومن أجل اشباعها. كما انهم غير محظوظين دائماً بالتوافق والتوفيق.وهكذا هم في شغل شاغل في سياستهم واقتصادهم وثقافتهم.فالمستشار الالماني يسعى ليل نهار من أجل النجاح في مهمته تجاه من انتخبه ليمثله ويحقق حاجاته ورغباته، وهكذا الرئيس الأمريكي وغيره بالنسبة لشعوبهم. فتراهم كبشر يفرحون لنجاحاتهم، ويغضبون لفشلهم في هذا الأمر.وكانت لجائحة كورونا وما عصفت به رياحها العاتية آثارها شديدة الوقع على ساسة الدول وقادتها وعلى اقتصادياتهم وثقافاتهم ورءآهم في الحياة. لقد كانت الجائحة امتحاناً صعباً لأكثر الدول حتى القوية والمتقدمة منها. لقد ساد رعب وفوضى وتخبط! فقد اهتزت الثقة بكثيرين من الساسة والمختصين، وتخلخلت تحالفات واتفاقات، وهرع الناس يبحثون عن بديل حتى لورق التواليت!!اليوم يعكف المختصون على دراسة الخروج من أزمة الجائحة وتداعياتها، لا بل والتهيؤ لمثيلاتها في المستقبل. انهم يبحثون عن سياسات اكثر انسجاماً مع تطورات الحياة في تنوع بشرها وتعاشقات شعوبها. لقد أدركوا أن البشر في تنام مستمر وكذلك حاجاته ورغباته، وأنه لم يعد لبلد أو شعب ان يتمكن من العيش في عزلة عن غيره. فالخير يجب ان يعم الجميع، والشر لا يستثني أحداً.انهم يدركون اليوم ان عدم الوصول الى ما يتماشى مع ذلك التطور يعني دمار البشر والحجر!