زين علي سلمان
د. فاتح عبدالسلام
زين علي سلمان، طفل عراقي في الرابعة من عمره يعيش مع عائلته في لندن، موهوب في لعب كرة القدم التي يمارسها بشغف مع أصدقائه في الملعب القريب من منزله. في كل يوم أحد من كل أسبوع ، تلعب هذه الفرق الصغيرة بحسب اعمار المنتسبين فيها، وهي تدريبات في أشواط قصيرة اكثر منها مسابقات، لكن في النهاية تكون فرصة لاكتشاف المواهب الرياضية، اذْ اعتاد مندوبون من اندية رياضية شهيرة على الحضور كل أسبوع لمشاهدة لعب الأطفال والوقوف مع عوائلهم من دون ان يجذبوا الأنظار، لكنهم في نهاية بعض الأيام يكونون قد عثروا على ضالتهم في الحصول على موهبة كروية عند احد الأطفال، وهذا ما جرى مع الطفل زين علي سلمان، احفظوا اسمه وتذكروه بعد سنوات، حين جرى ضمّه الى نادي آرسنال البريطاني الشهير، وجرى إلحاقه بأكاديمية النادي لتكون له رعاية مبكرة خاصة بحسب برامج تدريبية دقيقة، يحصل من خلالها أرسنال على عبقرية كروية بعد سنوات قليلة، فالمواهب البارزة تحتاج الى اكتشاف وتنمية ورعاية، وإلاّ دُفنت في الزحام وضاعت الى الأبد، وهذا امر إعتدنا حدوثه في اهمال المواهب في العراق . كان في البلد ذات يوم اهتمام بالفرق الشعبية وفرق البطولات المدرسية، ومنها جرى ترشيح لاعبين الى المنتخب العراقي الأولمبي او الشباب أو الوطني بعد سنوات قليلة. الان مستوى الفريق العراقي ليس على ما يرام، وفي الأقل فقد بريقه ورصانته التي كانت يتمتع بها قبل عقد من الزمان أو أكثر. تخضع الرياضة في كل العالم لتخطيط مسبق، ولا يمكن قطف النتائج الجيدة من دون مقدمات راسخة وصحيحة. هل نعرف اين نتجه بلعبة كرة القدم في العراق بعد عقد من الزمان؟ كم رصيدنا من المواهب المكتشفة من جميع مدن العراق، وكيف تجري عمليات الاكتشاف ومن يسهم فيها لترشيح اللاعبين الصغار للرعاية المبكرة التي لا ندري إن كانت موجودة فعلاً، وكيف يكون الاعتناء بهم ، وهل هناك تقرير تفصيلي لحصاد اكتشاف المواهب تناقشه الأولمبية العراقية أو وزارة الرياضة والشباب أو أية جهة معنية، هل لدينا اكاديمية للرعاية الرياضية ذات مركزية في التمويل والدعم والعمل، خارج أي مقياس آخر؟ الأسئلة كثيرة ولا بدّ من إجابات وافية لها لكي نطمئن من انّنا نسير على الطريق الصحيح، ذلك انَّ الواقع الحالي لا يبشر بذلك أبداً. لقد وصل الى مسامعنا أكثر من تقرير عن وجود وساطات في اختيار اللاعبين لفرق معينة، وهذه كارثة بمعنى الكلمة.