زمن الرذائل
زمن الرذائل – إيمان بن حمادي
ماذا أقول عن دولة تغضّ النظر عن كفاءاتها؟عن شعب غرّته المظاهر؟عن إعلام يروّج مادة بذيئة و يسعى إلى جعل محتواها يتفشى في المجتمع؟ماذا أقول و كيف أعلق عن ناس يعتمدون مبدأ التبعية والتقليد الأعمى؟زمن أضحى فيه المبتذلون مشهورون و في القمة موجودون،زمن استثنى الفضيلة و دعى إلى الرذيلة،تستثنى العلم و حاملي القلم و دعم الجهل و رافعي راية الفساد..كيف لنا أن نتعايش في واقع أليم كهذا؟كل المفاهيم فيه خاطئة:الفن فقد قيمته أصبح يتلخص في الإغراء و الإبتذال،الأدب فقد رونقه:من كتب بضعة أسكر تهيمن عليهم الأخطاء اللغوية يلقب بكاتب أو أديب و هو الذي يعبث باللغة عبثا.يلقب كذلك بمجرد حضوره و مواكبته لبعض المهرجانات و اللقاءات، قد غرته دار النشر التي طبعت كتابه و هي التي تتاجر بالكلمات، لا يهمها المحتوى بقدر اهتمامها بالمال الذي سيدفعه “الكاتب”..مسرحي أو مغني يقف أمامنا،يعرض جسده و يقول كلاما غبيا أو ماكرا يحمل في طياته إيحاءات جنسية فيلقب بالممثل أو المسرحيّ فلان.أما الرسم فحدّث و لا حرج،إذ يعبثون بالألوان بطريقة عشوائية غريبة أو يرسمون جسدا عاريا لا يعرف معنى الحياء و الخجل و عندما يطالبون بوصف أعمالهم يدّعون أنه فن تشكيلي و أنها لغة الجسد المعنونة بالتحضر.و إن اعترضت عن الرداءة و جئت بالبديل فستلقب بالمتخلف لا محالة و تكون إستثناء فتضطر إلى الانضمام إلى الجماعة حتى تتمكن من العيش بسلام معهم.