رمضان والمغيبون قسراً
د . فاتح عبد السلام
يتوقف أي مسؤول في الصدارة، ويتذكر للحظة واحدة انّ آلاف العوائل العراقية، وسوادها الاعظم فقير بل معدم، تستقبل شهر رمضان على جلسة افطار حزينة ينقصها رب الاسرة او أحد افرادها، والاسباب كثيرة ابرزها الموت في سبيل الوطن او الموت بصدور مكشوفة لرصاص غادر، أرادوا به ان يُسكتوا صرخة العراقيين المظلومين من ابناء تشرين المجيد. وهناك آخرون غيبتهم عمليات الخطف بعد عمليات تحرير بعض المدن من داعش، وهناك قابعون في السجون بسبب تراكم تقارير المخبرين السريين الكاذبين حتى صارت التهم ثابتة ضد الابرياء، فضلاً عن سجناء مضى عليهم سبع عشرة أو خمس عشرة سنة بتهم مقاومة المحتل الامريكي الذي انسحب انسحابه الاول، ولا يزال الذين قاتلوا ضده في سجون عراقية بغض النظر عن طريقة قتالهم ومسميات انتمائهم .هناك الكثير، من الممكن لأصحاب الضمائر الحية أن يفعلوه من أجل تضميد جراح شعب كله نزف وضحى، وانّ لكل مرحلة ظروفها، وانّ أيّ عراقي مهما كان، يستحق الشفاعة من القوانين والقرارات التي يجب ان تصدر نصرة له، إلا أولئك الذين سفكوا الدماء وكانوا جزءً من الارهاب.نحن نكتب هذا للتاريخ، لعل هناك مَن يسمع ويفهم ان مراجعة حقبة عراقية مأساوية أمدها ثماني عشرة سنة لابد ان تتطلب صراحة عالية وارادة شجعان ، يوقفون الانهيارات الاجتماعية التي تسبب بها تصدع الأسر من خلال اعتقالات ومحاكمات، يعرف الجميع تحت اية ظروف سيئة جرت ، وانّ في العراق رجالاً، مهما خاضوا في مياه آسنة فإنّ فيهم جذوة حرة للانتصار للمظلومين واعادة النظر في قرارات ومحاكمات.إنّ ذوي المغيبين قسراً بعد ثلاث سنوات أو أقل أو أكثر باتوا يريدون أن يحصلوا على أي خبر حول مصير ابنائهم لأسباب تتعلق بحقوق اجتماعية واحوال مدنية متعددة فضلاً عن شوقهم لكلمة تطفيء لهيب قلوبهم، وانّ الجهات المسؤولة التي عجزت هي أو من سبقها في منع الاختطاف خارج القانون، مدعوة الى تحقيق منجز يشفي صدور الامهات والاباء التي تغلي حزناً، وتريد أن تستدل على قبور لأبنائها.ايها المسؤولون الذين أعرف انّهم لا يقرأون ولا يسمعون ما يوجع رؤوسهم ولا يوسع نفوذهم المالي والسياسي،إنّ هذه الكلمات سوف تعاد على مسامعهم ملايين المرات من دون ملل.