رمضان الهند رمز التسامح والتراحم
معراج أحمد معراج الندوي
يعد رمضان الكريم من الأشهر المقدسة عند المسلمين، له مراسمه الموحدة وطقوسه المميزة، يتساوي الجميع من المنتمين في أداء طقوسه، الصوم عنوانه التراحم عنوانه، ورسالته المواساة، ليس الغاية من الصيام الانقطاع عن الطعام والشراب، لكن الهدف الكامن من وراء هذه الطقوس هو الرجوع إلى الإنسانية وملامسة مظاهر البشرية.تفرض الثقافات المختلفة عاداتها وتقاليدها على سلوكيات المسلمين حول العالم من خلال شهر رمضان المبارك، والهند ليست استثنائا من هذه القاعدة، ومن المعروف أن الهند متعدد الثقافات في العالم والمسلمون الهنود، لهم من العادات والتقاليد تختلف الكثير عن العادات والتقاليد المسلمين في العالم.يعيش المسلمون في الهند مع العادات الجميلة التي رسمها أجدادهم لتعود إلى بلادهم حمائم المحبة والإخاء، تبعث فيها القيم والأخلاق المصونة التي كانت تليدة ووطيدة بين الطبقات المتعددة، فإن رمضان في الهند دروسا من التماسك والتضامن، دروسا من التسامح والتراحم التي كادت تتلاشى من بين أجواء الأمة الإسلامية الهندية دروسا من الوحدة التي تتحقق خلال الطقوس الرمضانية الفذة.ولا ينكر أحد دور المسلمين في تصميم حضارة الهند وفي تعميرها حاضرا وماضيا، ودورهم الفاعل في بناء المدن ورعايتهما أمثال دهلي وحيدر آباد وآغرا وكلكاتا وممباي، فلأجله نشاهد الجو الرمضاني في هذه المدن بارزا متألقا، قناديل معلقة وفوانيس وضاءة التي توحي إليك نور الأمل وتبعث بين جوانحك أشواقا متلهفة نحو حياة من جديد.إن رمضان شهر فريد لدى مسلمي الهند وتقديره فهو ليس فقط شئيا رمزيا يعبر عن الانتماء والتضامن ، بل يساعدهم الخطوة في رسم صورة أكثر واقعية للإسلام والمسلمين. تلك هي النكهة الهندية التي تفوح من أجواء رمضانية ما بين حارة وحارة، ما بين أزقة وشوارع، فرمضان في الهند يرمز التسامح والتراحم.