استقبلت قرية كوجو المنكوبة التي شهدت مجازر جماعية بحق أبناء الديانة الإيزيدية على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، صباح اليوم السبت، رفات ضحايا الإبادة في مراسم حزن شديد في سنجار شمالي العراق.
وشاركت المئات من العائلات الإيزيدية التي اتشحت بثياب الحداد، باستقبال 103 رفات من ضحايا المقابر الجماعية التي نفذها تنظيم “داعش” الإرهابي، عند إبادته للمكون مطلع أغسطس/آب عام 2014.ووصل رفات الضحايا إلى سنجار، في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة، قادمة من بغداد حيث أقيم له مراسم تأبين ووداع كبير في نصب الشهيد الذي يرمز لتضحية الشهداء بأرواحهم للوطن، في شرقي العاصمة بغداد.
ومنذ صباح اليوم السبت، وصل الرفات إلى كوجو، والتي تضم العدد الأكبر من المقابر الجماعية، ليوارى الثرى في مقبرة الضحايا في القرية، بعد التعرف عليه من قبل الفرق المختصة التي رفعته في وقت سابق مع المئات من الضحايا.وأعلن مدير فرع سنجار للمنظمة الإيزيدية للتوثيق، خيري علي إبراهيم، الأربعاء الماضي 3 فبراير/ شباط، أن “الرفات جميعه لضحايا رجال عثر عليهم في مقابر جماعية نفذها تنظيم “داعش” بهم عند إبادته للمكون، وسيتم نقلهم إلى قرية كوجو لدفنهم فيها حيث تم العثور عليهم داخل المقابر.
وكشف إبراهيم، أنه بتاريخ 15 آذار/ مارس عام 2019، تم البدء بعمليات فتح المقابر الجماعية في سنجار، برعاية رئاسة مجلس الوزراء العراقي وبتنفيذ من مؤسسة الشهداء (دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية، وزارة الصحة والبيئة و دائرة الطب العدلي)، وأيضا بتنسيق من قبل جمع الأدلة والمعادلة المعروفة بمكتب “الجينوسايد” في إقليم كردستان، وكذلك مؤسسة الشهداء والمؤنفلين (ضحايا الأنفال والمغيبين) في الإقليم إضافة إلى فرق اللجنة الدولية لشؤون المفقودين وفريق التحقيق الدولي للمسائلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم”داعش”.
وقال إبراهيم: إن “جميع هذه الجهات باشرت بعمليات فتح وتنقيب المقابر الجماعية التي نفذها تنظيم “داعش” بحق أبناء المكون الإيزيدي، وإلى الآن تم فتح 20 موقعا للمقابر موزعة ما بين قرية كوجو، ومقبرة في قرية الصباحية ومقبرة الأمهات بالقرب من معهد صولاغ في سنجار، ومقبرة بالقرب سايلو سنجار”.كما بيّن المتحدث، بأنه “تم فتح 17 مقبرة منها في قرية كوجو، وبعد رفع الرفات ونقله إلى دائرة الطب العدلي في بغداد، تم التعرف على 104 من الضحايا، وهو رفات لضحايا رجال سيتم إعادته غدا لدفنهم في القرية نفسها”.
ونوه إبراهيم، إلى أن “العدد الكلي لرفات الضحايا الذي رفع من المقابر الجماعية، غير معلوم، لكن في المراحل الأولى من عمليات فتح المقابر، تم رفع 346 رفات من المقابر الجماعية في كوجو”.ولفت المتحدث، إلى أنه “من بين الضحايا في المقابر الجماعية، تم رفع رفات لأطفال ونساء، دفنوا مع الرجال في عمليات قتل جماعي نفذها تنظيم “داعش”، رميا بالرصاص وقسم من الضحايا دفنوا وهم أحياء معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي”.
واختتم مدير فرع سنجار للمنظمة الإيزيدية للتوثيق، أن العمل مستمر على رفع الرفات من المقابر الجماعية في قضاء سنجار والقرى التابعة له “غربي مركز نينوى شمالي العراق”، وأن آخر عملية كانت في نهاية عام 2020.وأقيمت مراسم تأبين وتسليم رفات الضحايا الإيزيديين، من داخل نصب الشهيد في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد، الخميس الماضي، وسط حضور حكومي شارك به رئيس الجمهورية، برهم صالح، وسفراء عدة دول ودبلوماسيون ومنظمات دولية ومحلية، وجهات عسكرية كبيرة.يذكر أنه، في الثالث من أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا)، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب والأطفال بعمليات إعدام جماعية، ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.