رصيد الرئيس!
رائد عمر
لابدّ أنَّ ايّ قارئٍ او قارئة يدرك ايّ رئيسٍ من رؤساء الرئاسات الثلاث هو المقصود .!
ثُمَّ قطعاً فليسَ الرصيد المالي في بنوكٍ خارجيةٍ او داخلية هو المقصود ايضاً , ولا نشكّ أنّ ايّ امرءٍ سيظنّ أنّ الرصيد المقصود هو رصيد كارد الموبايل للرئيس , وهذا اقرب للمحال وليسَ بمستحيل كذلك .!
وفقَ الآراء والرؤى التي تغزو معظم الشارع العراقي وارصفته فضلاً عن الأمكنة العامة وروّاد المنتديات والكافيهات وسواهنَّ , بجانب حتى ما يدور من احاديثٍ في وسائل النقل , فإنّ الرصيد السياسي لرئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي في حالة تذبذب نزولاً وصعودا , وقد لعبت ازمة الرواتب دوراً حيويا في ذلك , لكنها سحابة صيفٍ محرقة ومبهمة في طريقها للتلاشي .
وبالرغم أنّ رئيس الوزراء استلمَ سدّة الحكم منذ اكثر من 6 شهورٍ , وهي فترةٌ قصيرة في احكام وحكم الولاية .!
لكنه من المفارقات اللافتة للنظر أنّ الكاظمي حصلَ وكسبَ تأييداً جماهيرياً كبيراً خلال الأشهر الأولى من عهده , ولم يكن ذلك محصوراً او منحصراً بتعهداته ووعوده في الإعلام فحسب , بل جرى استشعارٌ ملموس الى حدٍ غير قليل لتقاطعاته مع الأحزاب ذات الفصائل المسلحة , بجانب محاولاته لإقامةِ توازنٍ مدروسٍ وصعبٍ ما بين طهران وواشنطن ” وخصوصاً عبر الأطراف السياسية الموالية او التابعة لطهران , وبأدراكٍ مسبق لحجم ووزن المطبات في هذا الطريق . وبجانب اضطراب الجبهة الداخلية في ميادين الأقتصاد وانعكاسات اسعار النفط على الميزانية العراقية التي لم يجر تثبيتها لغاية الآن , وارتفاع نسبة تظاهرات المواطنين المطالبين بأيجاد وظائف لهم في مؤسسات الدولة التي لم تعد تستوعب هذه الأعداد منذ عام 2003 , وعدم امكانية رصد وتثبيت تخصيصات مالية لهم جرّاء وقف او ايقاف معظم المنشآت والمشاريع الصناعية للدولة لأسبابٍ لم تعد خافية .! , وبجانب ارتفاع نسبة البطالة واسباب ومسببات اخرى , لكنّ اهم ما يتصدر ذلك هو مدى هيمنة الأحزاب وقدراتها في التحكّم النوعي ” بشكلٍ او بآخر ” بمشاريع الكاظمي السياسية والأقتصادية التي لا تتناغم مع التوجهات والمصالح الأيرانية . واذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ايضا موقف البرلمان الأخير بوقف ارسال التخصيصات المالية لكردستان جرّاء عدم تسديد الأقليم لحصة النفط الى الحكومة المركزية في بغداد , ومع ما يرافق ذلك من مداخلاتٍ سياسيةٍ ذاتَ مضاعفات .! , ويضاف لكلّ ذلك دَور الإعلام في التأثير على الخطوط البيانية لكلا نِسب النزول والصعود في مسيرة ادارة الكاظمي لشؤون الدولة , فمن المؤكد انه في وضعٍ لا يُحسد عليه , بالرغم من التأييد الجماهيري لسياسة الأنفتاح مع المحيط العربي والتي تجسدت مؤخرا بعقد اتفاقياتٍ اقتصادية وسواها مع السعودية ” التي تواجه اعتراضاتٍ شديدة من احزاب السلطة او احزاب الأسلام السياسي ” , لكنَّ عدم امكانية التكهن المتكامل لسياسة وموقف المرشح الأمريكي للرئاسة جو بايدن بالنسبة الى ايران والأحزاب العراقية الموالية , فلا ريب أن يغدو له دَور وتأثير ستراتيجي ليس على رصيد الكاظمي فحسب , بل على الإنتخابات العراقية المفترض القيام بها في حزيران القادم .. وفي كلّ الحالات والأحوال فإنّ اجواء العراق ملبّدة بغيومٍ كثيفة حتى لو كنّا في فصلِ صيف .!