مقالات

رصانة أم حصانة ؟

رصانة أم حصانة ؟ – مطر طارق

عندما نشاهد مسؤولي وزارة التعليم العالي يتكلمون عن الرصانة في جميع مقابلاتهم وتصريحاتهم الصحفية فأننا نتخيل التعليم في العراق في اعلى المستويات ويضاهي دول متقدمة في العلم والتكنلوجيا ووفق معايير دولية ولكن الواقع ,التعليم في العراق وفي الاخص الجامعات العراقية وقوانين الوزارة لا تمت بتلك الرصانة التي يشهرها وزير التعليم د. نبيل كاظم ك السيف في وجه كل من يحاول ان يسترد بعض من حقوقه المسلوبة ,سابقاً كان التعليم مجاناً لا كليات اهلية يُجبر الطالب ان يرتادها ولا دراسات في دكاكين جامعية كان يُقبل بها ،كان للتعليم هيبةٌ وللاستاذ احترامٌ وتقدير وللطالب مكانة علمية عليا ضليع بلغته واسعٌ بثقافتهِ مدركٌ باختصاصه اما الان فكل شيء تغير وانحدر التعليم الى حافة الهاوية.وفق تقرير تصنيف الجامعات العالمي السنوي في سنة 2020 الصادر عن Times Higher Education (THE) او “تايمز للتعليم العالي” وهو احد اهم المؤسسات العالمية في قطاع تصنيف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم وشمل هذا التقرير جامعات من مختلف بلدان العالم وتم ترتيبهم في 1201 مرتبة ،فحلت الجامعة التكنولوجية في بغداد المرتبة 801 عالميا وتذيلت كل من جامعة بغداد،وجامعة البصرة،والجامعة المستنصرية وبالتساوي المرتبة 1201 عالميا الى جانب جامعات اخرى من دولٍ مختلفة ،واذا عدنا الى سبعينات القرن المنصرم سنرى ان التعليم في العراق يحتل المراتب الاولى عربيا والثاني عالميا بل كان العراق يصدر المعلمين والمدرسين والعلماء الى دول العالم فأين الرصانة من كل ذلك يا وزيرنا المفدى؟!!!وهل هذا حال جامعة تجاوز عمرها السبع قرون كالجامعة المستنصرية!!عندما نتعمق قليلا وخصوصا ما بعد عام 2003 نرى التعليم في انهيار تام ومتواصل سواء على صعيد المناهج القديمة او بالاساليب المتبعة من قِبل الاساتذة او على صعيد الاساتذة الذين يسيرون تحت اهوائهم الشخصية او هم مسيرون لا مخيرون في سير العملية التعليمية والتربوية ؟!واما على الصعيد الثقافي فالكثير منهم ومن الطلبة ايضًا في ثقافة متدنية جدا ولا نعلم كيف تتجاهل وزارة التعليم والوزراء المتعاقبين على الوزارة ذلك الموضوع الخطير ، وابسط مثال اذ اطلعنا على اي ملخص من تلاخيص الاساتذة سنرى الكثير من الاخطاء الاملائية والنحوية وهذا ادى الى نقل العدوى الى الطلبة فهل يا ترى موضوع كهذا لا يعني شيء للمعنين من المسؤوليين ؟جهل واميةام ان الدراسة في دكاكين جامعات الخارج ادى الى نشر الجهل والامية بين صفوف اساتذة التعليم العالي؟في تقرير لبناني موسع عن الطلبة العراقيين الذين يحصلون على شهادات عليا من الجامعات اللبنانيةذكر فيه “هناك ظاهرة غريبة تحدث في وزارة التربية (اللبنانية)، التي تتدفق عليها طلبات كثيرة لطلاب عراقيين لنيل الشهادة الجامعية من بعض الجامعات الدكاكين في لبنان. حتى أن عدد الطلاب المسجلين وصل إلى 24 ألف طالب عراقي معظمهم لم يزر لبنان حتى، ويتابعون دروسهم من بعد”.وما عدا في باقي البلدان الاخرى مثل ايران ،ومصر ،وأوكرانيا وغيرها من الدول التي تعطي شهادات مقابل الاقساط ،وان اغلب الذين تفتح لهم ملفات دراسية في وزارة التعليم هم من الموظفين ، اي ان هناك منهم تدريسيون في الجامعات ، فهل ان الشهادات من دول الجوار شبيهة بشهادات (سوك مريدي) ؟قوانين غير مدروسة وقرارات غير مفهومة تؤدي الى انهيار المسيرة التعليمية ورميها الى التهلكة بصيغة او بأخرى،فهل تلك القرارات شخصية ام انها تُفصل على ان تخدم مصالح البعض ؟ومثل تلك القرارات اسس تعادل الشهادات ، والتوسعات المؤجلة، والامتحان التنافسي الثاني والاخير الذي احدث ضجة كبيرة بين المتقدمين للدراسات العليا ، فمن المستفيد من هذا القرار ؟ قد خدمت تلك القرارات فئة قليلة جدا من اصحاب الامتيازات ولحقت الضرر بكثير من المتقدمين ،وخصوصا بعد رفض الوزير اعطاء اي توسعة وأشغال يخدم تلك الفئة بحجة الرصانة ؟فهل تلك الرصانة تقف عائقا بوجه من يرفض خروج ملايين الدولارات خارج البلد ؟ام ان فتح ابواب الجامعات الحكومية العراقية للوافدين من الخارج للدراسة فيها مجانًا مع السكن هم افضل من ابنائها !،ام ان هؤلاء الوافدين سيجعلون الرصانة تتجذر في رمالها المتحركة ؟دول ناميةومن يأتي للدراسة في جامعات تحتل المراتب الاخيرة سوى بلدان الدول النامية والمنهارة اقتصاديا واصحاب المعدلات المتدنية ،ام ان تلك الدكاكين الجامعية في دول الجوار ستزيد من رصانة التعليم ؟ام ان الدراسة الالكترونية المدمجة التي اخفقت بها الوزارة بشكل او بأخر سترجع التعليم في العراق هيبته التي راحت مهب الريح منذ زمنٍ بعيد !ام ان الادوار التكميلية والدرجات التعويضية و القبولات الخاصة التي تعطى بالجملة هي من اهم اولويات الرصانة التعليمية التي ادت بالرصانة في خبر كاننحن في القرن الحادي والعشرين واصبح التطور العلمي فيه سريعا جدًا ،ولكن العراق امسى التراجع الى الوراء اسرع من التطور ،اسئلة كثيرة ليس لها اجابات شافية لا من مسؤول في لجان التعليم النيابية ولا من مسؤول في وزارة التعليم فأذا لم تأخذ قرارات سريعة وحاسمة تنقذ ما تبقى فسيزيد من الطين بلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى