الاولى نيوز / اربيل
بعث الرئيس الأسبق لاتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، الشيخ محمد أمين عبدالحكيم جمجمالي، رسالة إلى المرجع الديني الشيعي، علي السيستاني، فيما يلي نصها:
“إلى سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى، حضرة (علي السيستاني) المحترم دام ظله.. السلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد”:
“لا يخفى عليكم وأنتم الأعلم مني، حيث وقع بين (الحسين وأخيه محمد الحنفية) عليهما السلام … كلام .. فانصرفا متغاضبين، فلما وصل (محمد الحنفية) إلى منزله أخذ رقعة كتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي بن أبي طالب، أما بعد: فإن لك شرفاً لا أبلغه، وفضلاً لا أدركه، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك، وسر إليَ فترضِّني، وإياك سابقك إليَ الفضل الذي أنت أولى به مني… فلما قرأ (الحسين ع) الرّقعة، لبس رداءه ونعليه، ثم جاء إلى أخيه (محمد الحنفية ع) فترضّاه)”.
“فيا سماحة المرجع الديني الأعلى، نحن علماء الدين الإسلامي الكوردستاني حيث شكلنا سابقاً وفداً حسب توجيه واقتراح من الرئيس الراحل (مام جلال الطالباني) رحمه الله، وكان ذلك في 12/7/2004 لزيارة سماحتكم الشريفة، وقد أعددنا مذكرة رفعناها لسيادتكم طالباً فيها (إصدار الفتوى) لاسترجاع الأراضي الكوردية والتركمانية المغتصبة في كوردستان من كركوك وخانقين وجلولاء ومندلي وإلى شيخان وسنجار، موقعة عليها (1292) عالماً دينياً، فكانت تحملها (13) عالماً من الأعلام البارزين، وقد قرأتها أمام سيادتكم بعد موافقتكم في النجف الأشرف”.
“فاحتوت المذكرة جوانب متعددة فيها”:
• “الإشادة بالعلاقات التأريخية العميقة بيننا من العلماء الكورد السنة والحوزات العلمية لإخوتنا الشيعة”.
• “الإشادة بالموقف النبيل لسماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محسن الحكيم، الذي وقف ضد استحلال الدم الكوردي وغزوه”.
• “كما احتوت التذكير بالويلات والمآسي التي حلت بالكورد وإخوتهم من أهل البيت، على يد الدكتاتورية الجائرة المقبورة”.
• “احتوت الدعوة إلى بناء عراق جديد حر ومزدهر يسوده الأمن والسلام، والحب والوئام وإلى وحدة نموذجية مثالية من المكونات الأساسية للشعوب العراقية، مبنيةً على أساس التوافق، وعلى قواعد ثابتة ترضي جميع الأطراف، لا تَظلمون ولا تُظلمون، ويعطى فيه كل ذي حق حقه، ويرفع الظلم والحيف على المظلومين وإعادة الحقوق لأصحابه الشرعيين، وكذلك إزالة آثار الظلم أينما وجد، وأخذ الدروس والعبر من الماضي المرير.. مستشهداً بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والنصوص الدينية، نعم كان موضوع التعريب والتطهير العرقي ــ والترحيل والتشريد الحاصل على الكورد والتركمان صلب الموضوع”.
“فكان جواب سيادتكم محل فخر واعتزاز للشعب الكوردي ولقد سجل دوره في عالم الضمير وفي صفحات التاريخ ولتعتز به أجيال الحاضر والمستقبل حيث تفضلتم قائلاً: (إن ما جاء في مذكرتكم من ألفها إلى يائها حق وموافقة مع الشريعة الإسلامية السمحة، وإن الأكراد شعب يعيش على أرضه ووطنه منذ آلاف السنين، ولكن يتعرض للغبن والمظالم باستمرار، إخواني أنتم على حق ومن جاء على أرضكم مسيؤون، نحن من الأكراد والأكراد منا، أنا أحب الشعب الكوردي كثيراً، تمنّيت أن أعرف التحدث باللغة الكوردية حتى أتكلم معكم ملء قلبي، ولا إضافة عندي حول مذكرتكم، لكني أطلب من الأكراد شيئين:
أولاً: أرجوا أن تحل تلك المشاكل عن طريق محكمة وطنية مختصة ويعيد الحق إلى صاحب الحق المسلوب.
ثانيا: أطلب منكم أن تكونوا مسامحين واعفو عن هؤلاء، لأن أغلب الذين استخدموا على أرض كوردستان، أجبروا قسراً، والآن من الضرورة أن تذكروا ما قد يتعرضون له هؤلاء العرب من خسائر …إلخ).
“فيا سماحة المرجع الديني الأعلى وآية الله العظمى السيد السيستاني العزيز، نحن علماء الدين الإسلامي الكوردستاني وأبناء الشعب الكوردي المسلم المسالم، ننظر إلى أدوار سماحتكم كدور الأخ الأكبر (الحسين ع) مع أخيه (محمد الحنفية ع) لمسنا من لدن سماحتكم هذا الدور المشرف قبل ثلاثة عشر عاماً، فكنت يا سيدي معنا تحنو حنان الأب مع أبنائه، كنت تضمنا إلى صدرك الشريف وتأخذ معنا الصورة التذكارية لأول مرة وتقبل سلام وتحيات (مام جلال) وكالة عن الشعب الكوردي”.
“سماحة السيد العزيز: والآن يريد بعض الناس أن يعيدوا بنا إلى الوراء بعيداً عن دوركم المشرف في المرجعيه المباركة، فلذلك نتمنى من سماحتكم الأعلم والأشرف الأمر بالوقوف أمام العدل الإلهي واحترام الشريعة والقانون والدستور وإعطاء كل ذي حق حقه، رافعاً الآية العظيمة قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ)”.
“الآية التي تتلألأ معانيها في:
كلّ بني الإنسان إخوة في الإنسانية.
كلّ الشعوب سواسية أمام العدل الإلهي.
كلّ ماهو حلال لشعب فهو حلال للشعوب الأخرى.
كل شعب له الحق الكامل في تقرير مصيره بنفسه لكونه جعلاً إلهيا.
ليس هناك شعب مختار بين الشعوب.
ليس هناك شعب مقيّد بالأغلال، حرّمت عليه التمتع بحق الحياة من الحقوق الإنسانية في التقدم والازدهار والبناء، نحن نسغرب عن إنسان ينتمي إلى هذا الدين ويقرأ الآية المباركة وقول الرسول (ص): (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ثم يقف بالضد عن حقوق الإنسان وحريته وإرادته”.
“فسلام عليكم يا سماحة المرجع الديني المبارك ورحمة الله وبركاته، وها نحن في دور الانتظار، كانتظار (محمد الحنفية ع) ننتظر ليأتي (الحسين ع) فترضّينا كما ترضّاه”.