رجال دين واعلاميون وناشطون وشخصيات عشائرية يرفضون من البصرة خطابات الكراهية والتفرقة
الاولى نيوز / بغداد
تقرير : عبر رجال دين واعلاميون وناشطون مدنيون وشخصيات عشائرية من محافظات الانبار وصلاح الدين وميسان وذي قار و البصرة ، عن رفضهم خطابات الكراهية في العراق والاقتتال بين ابناء المجتمع الواحد .
هذا الجمع من الفئات الاجتماعية والثقافية المختلفة ، جمعته ورشة عمل تدريبية اختتمت في محافظة البصرة مؤخرا ، دعت إليها منظمة / مسارات / للتنمية الثقافية والاعلامية ، بدعم من منظمة / كوند راد اون اور / الالمانية ، و ضيفتها قاعة اتحاد رجال الاعمال في المحافظة.
من المشاركين في الورشة الدكتورة آمنة الذهبي مديرة المشاريع التنفيذية في منظمة مسارات ، التي اوضحت :” ان الهدف من الورشة هو اعداد وتأهيل رجال دين واعلاميين ونشطاء مدنيين لمواجهة خطابات الكراهية في العراق , من خلال الرصد والتحليل والمتابعة لمثل هذه الحالات”.
وقالت الذهبي :” ان هذه الورشة هي الورشة التدريبية الاولى بمشاركة رجال دين واعلاميين وشخصيات عشائرية من وسط وجنوب العراق نقوم بتدريبهم ليكونوا مؤهلين لتدريب الاخرين “.
واضافت :” ان عدد المشمولين بالتدريب 40 شخصية مختلفة ، سيقومون بعد ذلك بتدريب فرق أخرى ، اذ ان كل متدرب عليه ان يدرب 20 شخصا ليكونوا فريق عمل متكاملا وفريق انذار مبكر لرصد وتحليل خطابات الكراهية التي تبث وتصدر من اية جهة ، سواء كانت دينية او سياسية او قومية “.
وتابعت :” ان الورش التدريبية مستمرة خلال العام الحالي 2018 ، والغاية منها اعداد وتأهيل 1600 شخص من مختلف الشرائح في عموم العراق ، يكونون فريق رصد وتحليل لكل خطاب يحرض على الكراهية والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد، كون المرحلة القادمة مرحلة انتقالية مهمة في تاريخ العراق اذا استطعنا ان نتعامل معها بذكاء واستطاع رجال الدين والاعلاميون قيادة المجتمع فيها بطريقة صحيحة من خلال توجيه السياسيين ونبذ الشخصيات التي تروج لفكر الكراهية وتعمل على تفكيك الشعب “.
واشارت الى انه : “انه منذ الاول من تموز ، لغاية الاول من تشرين الثاني ، تم رصد 76 رسالة كراهية في اليوم الواحد ، تبث على جميع المواقع المسموعة والمرئية . و تم تحديد نسب اشخاص من شرائح مختلفة عملوا على بث خطابات الكراهية في المجتمع العراقي بواقع 15 % من الاعلاميين ن و 42 % من السياسيين ، 43 % رجال دين ” .
من جانبه اكد رئيس مركز العراق للحوار والتعايش المشترك الشيخ عباس الفضلي ان “الغاية من المشاركة في هذه الورشة ، توحيد الرؤى وتوحيد الخطاب المعتدل ، لان العراق عانى في السنوات الماضية الأخيرة من خطاب الكراهية الذي استخدمه العديد من رجال الدين وإعلاميون وسياسيون من ضعفاء النفوس ، فبثوا روح الفرقة بين ابناء ومكونات المجتمع الواحد واستطاعوا تأجيج الشارع على أساس طائفي وقومي وعرقي لمصالح شخصية ضيقة “.
واضاف ” في الفترة الأخيرة لمسنا تجاوبا كبيرا من ابناء الشعب العراقي ومن مناطق متعددة وشرائح مختلفة دينية وسياسية وإعلامية، ترفض كل خطاب من شانه أن يبث روح العداوة بين الشعب ” مشيرا الى ان هناك شخصيات كثيرة معتدلة تعمل على معالجة هذه الآفة الاجتماعية .
وتابع بالقول” نحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة لمثل هذه الورش ، لاننا مقبلون على مرحلة صعبة ولدت نتيجة تراكمات سياسية خاطئة نتج عنها ضحايا واحتلال مدن وخطابات متشنجة تسببت بدمار العراق “.
فيما قال الشيخ محمد العيداني ، احد المشاركين في هذه الورشة ” علينا كرجال دين ان نكون معتدلين نعمل بما أوصانا به أسلامنا الحنيف بحقن الدماء وبث روح التسامح التي أسسها نبينا نبي الرحمة وآل بيته وصحبه”.
واضاف :” ان مشاركتي في الورشة تأتي من باب الحرص على ان نكون مساهمين بتدريب الآخرين لأعداد فرق مثقفة معتدلة ترصد وتنبذ كل الحالات الشاذة التي من شانها ان تسيء لسمعة الانسان والاسلام ، كون رجال الدين هم الأكثر تأثيرا وهم الصوت المدوي في المجتمع . ويجب ان نعمل مع المرجعية الدينية على ان يكون المنبر الديني مركز إشعاع لرفض الخطاب المتطرف مهما كان نوعه او قائله “.
وعبر شيوخ عشائر من المحافظات المشاركة عن نبذ الخطاب الذي يشجع على تفتيت وحدة النسيج العراقي المشترك في كافة اطيافه ، داعين الى وحدة المصير الواحد في عراق موحد تسوده المحبة واعلاء كلمة الحق وان يعيش الجميع تحت خيمة العراق بالوان جميلة بعيدا عن الاحقاد والكراهية.
وخلصت الندوة في ختام جلساتها الى توصيات أكدت على نبذ الخطاب الديني المتطرف ونبذ الحالات الشاذة التي من شانها ان تسيء لسمعة الانسان والاسلام. كما تم التأكيد على توحيد الرؤى والخطاب المعتدل بعيدا عن خطاب الكراهية .