رائد جوحي.. من إدارة محكمة صدام إلى إدارة الدولة
تقرير: معد فياض
عندما ألقت قوات المارينز الاميركية القبض على صدام حسين في 13 كانون الاول عام 2003، كان عليها ان تبحث عن قاض تحقيق عراقي شجاع يجلس امام الرجل الذي كان قبل اشهر من هذا التاريخ واحدا من أكثر رؤساء العراق قسوة، ورمزا للظلم..فلم يجدوا سوى القاضي رائد جوحي الذي ، كان رئيسا لفريق من القضاة في (محكمة الجنايات العراقية العليا)، المكوّن من اربعة وعشرين قاضيًا و16 مدّعيًا عامًا، ليحقق معه.
وعرف العراقيون والعالم القاضي جوحي في أول ظهور له وهو يجلس قبالة صدام حسين موجها له الاسئلة بحزم وبمهنية..
وبلا شك كانت هذه هي المرة الاولى للرئيس العراقي السابق، وقتذاك، بالمرور بمثل هذا الموقف الذي لم يكن يتخيله.وبهذا دخل التاريخ باعتباره اول قاض شاب يخوض هذه التجربة دون الالتفات للضغوط والتهديدات.
القاضي جوحي قال لصديق مقرب منه بعد التحقيق مع صدام حسين” عندما كلفت بالمهمة، لم اضع في حساباتي اني ساحقق مع شخص كان في الامس القريب رئيسا للعراق، بل وضعت في أول أولوياتي تحقيق العدالة، فانا اولا واخيرا قاض ومسؤول امام الله والشعب عن اقرار الحق”. مضيفا” هكذا تصرفت مع صدام حسين، كنت اساله للوصول الى الحقيقة بمصداقية كاملة”.
القاضي رائد جوحي الذي عينه مؤخرا رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي مديرا لمكتبه، من مواليد 1971 ، مارس عدة مهام رسمية من بينها قاضي المحكمة الجنائية العراقية العليا، والمفتش العام لوزارتي الدفاع والخارجية، ويحمل شهادة بكالوريوس قانون من جامعة بغداد سنة 1993 وخريج المعهد القضائي في بغداد عام 2002، كما يحمل شهادة ماجستير في القانون الدولي من الولايات المتحدة الأميركية عام 2010.
غير هذا فقد عرف عن القاضي جوحي تواضعه وهدوئه ودماثة اخلاقه، الى جانب حزمه وتشدده في عمله، وله ابحاث ومؤلفات في القانون الجنائي الدولي.
وفي رده عن سؤال، باعتباره كان المسؤول الاول عن محاكمة صدام حسين، حول تكاليف البدلة التي ظهر بها الرئيس العراقي الاسبق في المحكمة، قال” كل ملابسه، واعني البدلة والقميص والحذاء، لم تكلف اكثر من مائة دولار وقتذاك”.