رئيس الوزراء: نحارب الفساد بلا خطوط حمراء ونعمل على إصلاح جذري للاقتصاد
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أن محاربة الفساد بلا خطوط حمراء، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إصلاح جذري للاقتصاد.
وقال السوداني خلال احتفالية الذكرى السنوية الـ42 لتأسيس منظمة بدر، تابعتها (الاولى نيوز): “لن نتوانى عن المضي ببرنامجنا من أجل تقديم نقلة نوعية والتصدي للأزمات بإصرار”، مبينا أن “الحكومة قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق اتفاق النفط مع الإقليم”.
وأضاف: “بذلنا جهداً لتوفير فرص عمل للفقراء من أبناء الشعب العراقي ومنحهم حق الحياة في بلد يليق بهم وبتاريخهم”، مردفاً بالقول: “نؤكد تمسكنا بإيماننا الراسخ بحق الشعب العراقي بحياة كريمة وحكومة خدمية ترتقي بنوعية ما تقدمه للناس”.
وأدناه نص كلمة رئيس مجلس الوزراء في احتفالية ذكرى تأسيس منظمة بدر: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) صدق الله العلي العظيم “النساء 69” نجتمعُ اليومَ في ذكرى تأسيسِ حركةٍ وطنيةٍ جهادية، تحملُ معانيَ كبيرة، وقدّمت الكثيرَ من أجلِ خلاصِ الشعبِ العراقي ونهضته، وعملت على نفضِ رمادِ التسلّطِ واستعادةِ المكانةِ التاريخيةِ بين الأمم.
وليعودَ العراقُ عزيزاً معافى، رغمَ كلّ الدماءِ التي نَزفت في سبيلِ هذا الهدف.
لقد كانت منظمةُ بدر، ونحن نقفُ عند ذكرى تأسيسها الثانية والأربعين، بادرةَ الرفضِ الشجاعِ للمصيرِ الذي أرادته الدكتاتوريةُ لهذا الشعبِالحي.
ولا تُذكرُ مواقفُ بدر المشرّفةُ إلّا وتُذكرُ معها سيرةُ شهيدِ المحرابِ ايةِ اللهِ السيدِ محمد باقر الحكيم رضوانُ الله عليه، راعي انتصاراتها، وحاملُ لواءِ شهدائها، والمساهمُ في ولادةِ العراقِ الذي حلم به كلُ الشجعانِ المناضلين ضد البعثِ الصدّامي المجلّلِ بالعارِ والجريمة.
نشأتْ هذه المنصّةُ الجهادية، لتكونَ مظلةً تعلنُ للعالم أجمع، أن جمعاً من المؤمنين باللهِ وببلدهم وعراقيتهم، يرفضون استمرارَ بشاعةِ الطغيان.
ويسترخصون حياتَهم من أجلِ مرضاةِ اللهِ و خلاصِ العراقيين، وهذا ما كان.بل إنهم واصلوا الماضي بالحاضر، فوهبوا دماءَهم مبذولةً مرّة أخرى، حين هدد الإرهابُ التكفيري كلَّ بلادنا، وقدموا الشهيدَ تلوَ الشهيدِ تحت رايةِ العراقِ ومن أجله.
ومنذ سقوطِ النظامِ الآفل، شارك رجالُ بدر في بناءِ العمليةِ السياسية، وقدّموا الكثيرَ من أجلِ عراقٍ ديمقراطي دستوري، يتمتعُ بالكرامةِ والحرية.
وفاؤنا لأولئك الشجعان، نراهُ اليومَ في تعزيزِ قيمةِ العمل، ودحرِ كل الآفاتِ التي تهددُ مجتمعنا. في محاربتنا للفسادِ الإداري والمالي وبلا خطوطٍ حمراء، وجهدنا لتوفيرِ فرصِ الكرامةِ والعمل، وانتشالِ الفقراءِ من أبناءِ هذا الشعب، ومنحهم حقَّ الحياةِ في بلدٍ يليقُ بهم وبتاريخهم، كلُّ هذا هو عينُ ما نفتخرُ به من عملنا ونحن نستذكرُ أولئك المضحّين.
ولن نتوانى عن المضي في برنامجِنا، التزاماً بمبادئِ الجهادِ والولاءِ للعراقِ والعراقيين، من أجلِ تقديمِ نقلةٍ نوعية، ونتصدى للأزماتِ باقتدارٍ وإصرار، متمسكين بإيمانٍ راسخٍ بحقِّ الشعبِ العراقي في حياةٍ كريمة، وحكومةٍ خدميةٍ ترتقي بنوعيةِ ما تقدمّه للناس.
لقد تمكنَ إخوانُكم، وعبر ما هو متاحٌ من أدواتٍ وآلياتٍ وتمويل، وفي مدّةٍ بسيطةٍ من إحداثِ فرقٍ خدمي، وتحريكِ مشاريعَ ركدت لسنوات، وقطعنا بإجراءاتٍ واضحةٍ دابرَ فسادٍ ظنّ أصحابهُ أنهم سيستمرون الى الأبد. مثلما عُززت علاقاتُ العراقِ الخارجية، على أسسِ مصالحِ العراقِ والشراكةِ المتساويةِ والاحترامِ المتبادل.
إن حكومتَكم بهذه الخطواتِ الواثقة، لا تبتعدُ عن نضالِ المجاهدين من أجلِ عراقٍ قويٍ مستقلٍ ومزدهر، نفخرُ به ونتباهى دائماً باسمهِ بين الأمم.
لقد عملت الحكومةُ في هذه المدةِ الوجيزةِ على تحقيقِ الاستقرارِ من خلالِ الحفاظِ على متبنياتِ الاتفاقِ السياسي لائتلافِ إدارةِ الدولة، وبالتحديدِ فقد قطعنا شوطاً مهماً في حلحلةِ مشكلاتِ النفطِ والغازِ وما يتعلقُ بذلك من قراراتٍ وآلياتِ عملٍ دستورية، وهنا أُشيدُ بدورِ الأخِ رئيسِ إقليمِ كردستان السيد نيجيرفان بارزاني الذي يشاركنا هذا الحفلَ لما يقدمهُ من جهدٍ لتمتينِ أواصرِ العلاقةِ بين بغداد وأربيل ومواجهةِ كلِّ المعوقاتِ بروحٍ بناءةٍ ومسؤولة.
نعملُ اليوم، وبكلِّ حرصٍ وهمّةٍ وعزيمةٍ في وضعِ إصلاحٍ جذري في الاقتصاد، وأن نغادرَ أيَّ مسارٍ متعثر، وقدّمنا في سبيلِ ذلك مشروعاً للموازنةِ يغطي ثلاثَ سنواتٍ برؤيةٍ مستقبليةٍ علميةٍ ومدروسة، موازنةٍ تمحورت للمرةِ الأولى حول البرنامجِ الحكومي وتضمنتِ الكثيرَ من النقاطِ المضيئةِ التي تمثلُ الطريقَ الواضحَ للإصلاحِ والتنمية.
نباركُ للأخِ المجاهدِ الحاج هادي العامري هذه الذكرى العطرة، ولرفاقِ دربهِ ما قدّموه، ونذكرُ بدورهِ الكبيرِ في العمليةِ السياسيةِ ودورهِ في دعمِ الحكومةِ لتنفيذِ برنامجها، ابتغاءَ تحقيقِ تطلعاتِ المواطنين وهذا همنا الأولُ وقبلَ أي شيء.
فطوبى للأولين، والمجدُ والرفعةُ لأولئك الذين ساروا على الدرب.
والعزّةُ والرحمةُ والكبرياءُ لكلِّ شهداءِ العراق.
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.