رئيس الوزراء يدعو إلى تشكيلِ تحالفٍ عالميٍّ لمحاربةِ آفة المخدرات
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، أن الحكومة وضعت خططاً لاستيعاب الشباب، فيما دعا لتشكيل تحالف عالمي لمحاربة آفة المخدرات.
وقال رئيس الوزراء في كلمة له خلال مشاركته في (القمّة الثالثة للديمقراطية) التي عُقدت افتراضياً عبر شبكة الإنترنيت، وتلقتها (الاولى نيوز): “نشكر للقائمين على هذه القمة وسعيد بالمشاركة فيها”، مبيناً أن “القمة مهمة لجميع شعوب الأرض حيثُ الأملُ يحدونا بأنْ تتوحدَ جهودُنا، في سبيلِ تحقيقِ أهدافِنا الأساسيةِ للارتقاءِ والتقدّمِ نحو عالمٍ تنعمُ فيهِ جميعُ الشعوبِ بالرفاهيةِ والنماء”.
وأوضح، أن “الشعوب، مرت بالكثير من التجاربِ واللحظاتِ المفصلية، التي تركت أثراً واضحاً في مسيرتها، ومنها، الشعب العراقي، الذي كانت له تجاربُ مع التحولاتِ العصيبةِ التي أضاعتِ الكثيرَ من فرصِ التنميةِ والتطوّر، ولاسيما في زمنِ النظامِ الدكتاتوري، الذي أدخلَ العراقَ في حروبٍ عبثيةٍ أثّرت سلباً على فئةِ الشباب”.
وأضاف، “مع تحررِ العراقِ وعودتهِ إلى صفوفِ العالمِ بعد عزلةٍ طويلة، وجدنا أنفسَنا كحكوماتٍ، أمامَ حقيقةٍ لافتةٍ ومهمة، وهي أنَّ المجتمعَ العراقيَّ من المجتمعاتِ الشابةِ التي تصلُ نسبةُ الشبابِ فيه إلى ستينَ بالمئة، وهي تمثلُ ثروةً عظيمة، ما يتطلبُ التزاماتٍ لاستيعابِ هذه الطاقاتِ الشبابيةِ بشكلٍ ناجح”.
وأشار، الى أن “الحكومة الحالية ومنذ بدايةِ عملِها، وضعت خططاً وبرامجَ لاستيعابِ الشباب، والاستفادةِ من طاقتِهم في بناءِ العراقِ الذي خرجَ قبل سنواتٍ قليلةٍ من أعتى حربٍ وجودية، وذلك بعد سيطرةِ عصاباتِ داعش الإرهابيةِ على مناطقَ واسعةٍ من البلد”.
وأردف، أن “البرنامج الحكومي، تضمن الكثيرَ من المرتكزاتِ التي تتخذُ من الشبابِ هدفاً لها، فعلى سبيلِ المثال، شكّلنا في السنةِ الماضية، ولأولِ مرّةٍ في تاريخِ العراق، المجلسَ الأعلى للشباب، الذي يضطلعُ برسمِ الخططِ والبرامجِ وتوظيفِ الطاقاتِ الشبابيةِ في بلدِنا”، مؤكداً “أننا حرصنا على أن يكونُ هذا المجلسُ برئاسةِ رئيسِ مجلسِ الوزراء، وأنْ يضمَّ في هيكليتهِ التنفيذيةِ وزراءَ ورؤساءَ هيئاتٍ ومستشارين”.
ونوه، بأن “المجلس، اتخذ العديدَ من القراراتِ والمبادراتِ المهمةِ التي تدفعُ باتجاهِ توفيرِ فرصٍ حقيقيةٍ للشباب”.
وفي الجانبِ الخاصِّ بالنشاطِ العلمي للشباب، أشار رئيس الوزراء، الى “إطلاق مبادرةَ ابتعاثِ خمسةِ آلافٍ طالب، في مختلفِ التخصصات، ومن كلا الجنسين، وإرسالِهم إلى أفضلِ جامعاتِ العالم؛ ليكتسبوا العلومَ الحديثة، ويطلعوا على أهمِّ التطوراتِ في المجالاتِ العلميةِ الدقيقة، وقد غادرتْ في الشهرِ الماضي الدفعةُ الأولى منهم، والتي اشتملت على أربعِمئةِ مبتعثةٍ ومبتعث، من مختلفِ مناطقِ العراق”.
واستطرد، “فعّلنا الستراتيجيةَ الوطنيةَ للتربيةِ والتعليم، التي تستمرُّ حتى سنةِ ألفينِ وواحدٍ وثلاثين، من أجلِ توفيرِ البيئاتِ التعليميةِ الملائمةِ، واحتضانِ الشباب، وهي ستراتيجيةٌ شاملة، تعملُ على تحديثِ أركانِ العمليةِ التعليمية”.
واستدرك بالقول: “أما على صعيدِ بيئةِ العمل، فإنّ حكومتَنا صاغتِ الكثيرَ من الإصلاحاتِ التي تستهدفُ تطويرَ القطاعِ الخاص، ورفعَ القيودِ عن عمله، لتوفيرِ فرصِ العملِ للشباب الخريجين، إذ تقومُ فكرتُنا على إحياءِ القطاعِ الخاص، ومنحهِ التسهيلات، وهو ما أثمرَ اليومَ عن توفيرِ الكثيرِ من فرصِ العملِ للشباب، فضلاً عن إطلاق مجموعةَ مبادراتٍ تشغيليةٍ للشباب، مثلَ مبادرةِ ريادة، و المبادراتِ الخاصةِ بوزارةِ العملِ والشؤونِ الاجتماعية، وهي كلُّها مبادراتٌ تعتمدُ فكرةَ الابتكارِ وتوظيفِ الطاقاتِ والمهارات الشبابية”.
وأكد، أن “التحولاتِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ التي يشهدُها العالم فرضت علينا أنماطاً معيشيةً وذوقيةً خاصة، وتسببت لنا بتهديداتٍ اجتماعية، لعلَّ أخطرَها آفةُ المخدراتِ والمؤثراتِ العقلية، التي فتكت بالملايينِ من الشبابِ حولَ العالم”، داعياً إلى “تشكيلِ تحالفٍ عالميٍّ لمحاربةِ هذهِ السمومِ والآفاتِ التي تفتكُّ بالمجتمعات، وبالذاتِ الفئاتِ الشابةَ منها”.
واختتم، “لا بدَّ من التذكيرِ بمأساةِ الشعبِ الفلسطيني في غزّة، وما يواجههُ الشبابُ هناك من قتلٍ ممنهجٍ وعدوانٍ وإبادةٍ جماعية، تتطلبُ من المجتمعِ الدولي وقفةً أخلاقيةً جادةً ومسؤولة”، مجدداً “الشكر والتقدير للجميع لاسيما رئيسَ جمهوريةِ كوريا يون سوك يول، لاستضافتهِ هذه القمة”.