ديمقراطية.. النفاق!!
مازن صاحب
تتزايد هذه الأيام حمى الترويج الانتخابي باستخدام ” ديمقراطية النفاق”.. كيف ولماذا؟؟ تعبر الأخلاق عن ثقافات الشعوب والأمم.. لذلك قيل في الأثر الشريف لرسول الله الأكرم.. . انما اتيت لاتمم مكارم الأخلاق..هكذا هي الحياة الإنسانية.. جبلت على تضمين الأخلاق الحسنة.. لذلك تتطور افقيا وعموديا.. فبعد ان فتحت الأندلس بعشرة الاف مقاتل.. هزمت غرناطة وفيها بأقل تقدير مليون مسلم!!السؤال الكبير.. لماذا؟؟لان عيشة الرخاء ونعيم لذة السلطة تقدم رغبات الدنيا على حقوق الآخرة.. ينتهي عندها سلطان الأمة او الشعب وحتى العشيرة بل أيضا المهنة.. عندما يوافق اللحام على بيع لحوم مستوردة بكونها لحم عراقي!!مربط الفرس في كل ما يظهر من أعراف وتقاليد مجتمعية.. انما نتاج ثقافة متغيرة.. مثلا الديمقراطية الغربية ظهرت نتيجة لمتطلبات اقتصادية برجوازية تهدف تطور الدولة ما بعد ظهور الدولة القومية أثر اتفاقات وتسفاليا لرسم حدود الدول والاعتراف المتبادل بالسيادة..عراقيا.. استوردت الديمقراطية البريطانية في العهد الملكي.. ثم طبقت ثورية الشيوعية لاسقاطها.. ثم انتقلت الى المشروعية الثورية.. وصولا إلى النموذج الأمريكي بعد الاحتلال الذي انتهى إلى نظام مفاسد المحاصصة.ما بين هذا وذاك.. لم تكن الأخلاق العامة في العهد الملكي مثلما هي اليوم في عصر التواصل الرقمي.. ناهيك عن الأباء المؤسسين لكل عهد ونظام.. ما دامت اخلاق القوم على دين ملوكهم!!معضلة الديمقراطية في عراق اليوم تتمثل في عدم الاعتراف بالاختلاف مع الاخر.. ومناقشة موضوع الاختلاف من دون تسقيط الشخص المختلف معه في ما يطرح من موضوع.هكذا تحول كل رأي في موضوع ربما اتفق او اختلف فيه مع آخر لجدال ينتهي إلى اتهامات شتى.. بل سوء الخلق للمتحاورين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها أكروبات الواتساب التي تفترض نخب وشخصيات معتبرة.. يظهر ضمنهم من بفخخ أقواله بابشع قذارة لا تعرف في أكثر الإماكن بشاعة.. فقط لكي يحصل على صورة “سكرين” للمحادثه لاثبات دوره التخريبي.. والحصول على المكافأة الموعودة على حساب الذوق العام والالتزام بأفضل سلوك أخلاقي.. للحوار الوطني الديمقراطي!!وتوظيف ذلك من قبل القوى العاملة على إدارة الحملات الانتخابية.. يؤكد بلا أدنى شك تلك الأموال الحرام المدفوعه لهذا الشخص او ذاك.. تدمر اللحمه المجتمعية فقط للحصول على مكسب الترويج.
مطلوب العمل على قواعد سلوك حوار انتخابي يباشر ذلك بظهور اعلامي مباشر للمرشحين ضمن ذات الدائرة الانتخابية.. امام الجمهور المستهدف.. بدلا من الاستعراض الفج المتغنج الذي يشغل الفضاء الإلكتروني للتواصل الاجتماعي.وتلك مسؤولية كبيرة على طاولة مفوضية الانتخابات اولا.. وهي مسؤولية أكبر على من يصفون أنفسهم بالنخب الإعلامية الفاعلة في إدارة الحملات الانتخابية.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!