دون كيشوت يفجر أبراج الطاقة
نوزاد حسن أخيرا ظهر عندنا دون كيشوت جديد يتصف بعدم الوطنية، ويتمتع بصفة بليدة لا يمتلكها الكثيرون وهي انه يستطيع ان يسمم ماء دجلة من دون ان يرف له جفن، انا لا ابالغ ابدا، انا اتحدث واصف ما اعيشه ويعيشه غيري ايضا. دون كيشوت هذا الزمن فيه اسوأ ما هو موجود عند مكيافللي، مع طاقة هائلة من الحقد، ولكي لا استمر في وصفي انا اتساءل بكل براءة: ايمكن ان يقوم الانسان بالتعاون مع مجموعة من الاشقياء ايا كانت مسمياتهم لتفجير ابراج نقل الطاقة الكهربائية، وتعريض حياة الناس للخطر والقلق؟. دون كيشوت اسبانيا بطل روائي حالم تعلم من القراءة فن البحث عن افضل طريقة لاقامة العدالة، احببت دون كيشوت بنسخته الاسبانية، هو يشبه الى حد بعيد ابو ذر الغفاري في احساسه بالفقراء والمحتاجين، وما زلت بعد اعوام طويلة اعيش مغامرات ذلك البطل الاسباني الذي لا يموت لانه سيظل خالدا. معنا يختلف الامر اختلافا كبيرا، فالسياسة تفسد الروح وتحولها الى مياه راكدة عفنة، وهذا الصراع على المنصب، وحديث الفساد قادر على صناعة {دون كيشوتيون} يفعلون كل شيء من اجل الحصول على مكاسبهم. لكن هل هناك اغراء يدفع باولئك المجرمين على مخالفة طبيعتهم كبشر بحيث يقومون بتدمير اكثر من ستين برجا مهما ناقلا للطاقة في عز الصيف اللاهب ودرجة الحرارة بلغت الخمسين درجة مئوية، قلت اننا اما اشخاص سيئين للغاية، ويعرفون كيف يتمتعون وهم يخربون بلدهم تمهيدا لسرقته ان وصلوا الى السلطة. سيقال كل شيء عن هذا الفعل الاجرامي، لكني لا اشك في ان اغراء الانتخابات المقبلة هو الحلوى التي يسيل من اجلها لعاب دون كيشوت زمننا الفاشل. لن احاول ان اتوقع اي شيء، ولا قول كلمة عن الجهة التي تفعل ببرودة دم هذه الافعال التي لا يمكنني فهمها، كل ما اقوله هو ان لا مكاسب ستتحقق لاحد ان كانت النوايا ترتبط بمصالح مادية قصيرة العمر، فهل هناك مفاجآت في الطريق، وما زال امامنا ثلاثة اشهر حتى موعد يوم الاقتراع في العاشر من تشرين المقبل. لا يسرني ان اقول هي حرب مفتوحة ضدنا جميعا، وضد اية خطوة اصلاحية، في النهاية سيهزم دون كيشوت في أنموذجه الشرير.