دواعش ولائيون والمطالبة برأس ” أبو جعفر ” المنصور حيا أو ميتا !!
بقلم مهدي قاسم
كانت هي مسألة وقت ليكشف دواعش ولائيون بنسختهم ” الشيعية ” عن وجوه تكفيرية و تدميرية ، على صعيد تدمير تراث العراق و قيمه الفنية و الثقافية و الروحية ، وذات قيمة من كنوز تاريخية وأثرية زاخرة ومعروفة في معظم أنحاء العالم ، ومحاولة القيام بعملية تحطيمها وإزالتها تماما ، حسب نهج الدواعش التكفيريين الأصليين في الموصل وغيرها ..إذ أننا تصورنا في بداية الأمر ــ مندفعين من نوايانا الحسنة ــ نقول تصورنا أن نزعتهم التخريبية والتدميرية الممنهجة لهؤلاء الولائيين الخمينيين في العراق ، سُتقتصر على وقف النشاطات الثقافية والفنية والفكرية وتجميدها ، وذلك من خلال تعطيل دور السينما والمسارح والأندية الاجتماعية أولا ، ومن ثم تحويلها ــ فيما بعد ــ إلى ما هو أشبه ما يكون باسطبلات وحظائر ترتع فيها جحافل جرذان و فيالق كلاب و قطط سائبة ..ولكنهم سرعان ما بدأوا يمارسون ” ثأرهم ” التاريخي ضد شارع الرشيد ــ الذي كان مميزا وبارزا في الذاكرة العراقية لعقود طويلة كونه عبارة عن شارع طويل وعريض ينبض قلبه نشاطا و حيوية في وسط مئات مكتبات بيع كتب و محلات البسة راقية ومطاعم ومحلات بيع عصير ومقاه شعبية كلها تعج بدبيب الحياة والفن والثقافة ، طبعا بالتجارة والمال ، فحولوه ــ بعد سقوط النظام السابق ــ وفي غضون سنوات قليلة فقط ، إلى مكب نفايات و اسطبل حمير وأحصنة جر عربات نقل بضائع وسلع ، وبدلا من أن ينبض بالحياة أصبح شبه مهجور بأعمدته المنخورة وشبابيكه المتهدمة و المزنجرة و المتناثرة كأحشاء من مطعون بضربات سكاكين ،إضافة إلى تلال قمامات ونفايات و روث حمير وأحصنة منهكة وهزيلة حتى بدا شارع الرشيد و كأنه يضج بأشباح متربصين تحت أجواء من خوف و ترقب واحتمالات سطو وقتل في أية لحظة قادمة ..ولم يكتفوا بأخذ ” الثأر ” من شارع الرشيد المسكين و المبتلي بهم شر ابتلاء و تخريبه بالكامل ــ طبعا بسبب اسمه فقط ؟!! ــ إنما بدأوا بمحاربة وتشويه تماثيل وجدرايات ونصب لمشاهير العراق المبدعين والمطالبة إما تهديمها أو نقلها أو إخفائها بعيدا ، و ضمن هذا النهج التخريبي والعدائي العقائدي ، فها هم يطالبون برأس ” أبو” جعفر المنصور حيا أو ميتا ،أي قطعا أو تشويها ام إزالة من على وجه الأرض فورا و عاجلا ..ليش يا حبيبي ليش !.. أن صح التعبير !!..ما هي مشكلتكم مع” أبوجعفر المنصور أيضا المتوفي قبل مئات سنين ؟…يزعمون بإنه كان متضلعا أو سببا في وفاة الإمام جعفر الصادق ..علما يُقال أن من أطلق صفة ” الصادق ” عليه ،هو أبوجعفر المنصور نفسه ؟!.لذا فهم يملكون دائما عذرا ” تاريخيا ” واهيا ، و ربما مضحكا أيضا ، ليكون سببا أو مبررا في محاربة الحركة الثقافية والفنية و كذلك في تحطيم أو تشويه جدارية أو تمثال يجسّد معالم التراث الثقافي والحضاري العراقي القيمة و المهمة ، ليس للشعب العراقي فقط وإنما لعموم البشرية أيضا .مع التأكيد على أن العصر العباسي كان من أفضل العصور الشاخصة و الشاهدة على نمو وازدهار وتطور العلوم والمعارف والفنون والأدب والشعر خاصة ، حتى باتت بغداد وكأنها محراب العلوم والمعارف يحج إليها طلبة من أقصى أطراف العالم ، بغية التزّود بمناهل وعناقيد العلوم والمعارف والآداب المتقدمة جدا بالمقارنة مع غيرها ..وأخيرا لا يسعنا إلا القول :فليكن الله في عون عبد خائر مستسلم وأصبح فجأة” سيدا ” قويا ومهيمنا جبارا !!، بفضل الغزاة و الطمّاعين الأجانب الحاقدين على العراق حقدا تاريخيا لا ينتهي ، فيعتقدون بأن هذا هو وقتهم المناسب قد حلّ و هلّ ، لينتقموا من العراق الضعيف و النازف ، شر انتقام وثأر رهيبين ، عسى و لعل قد يهدد وجوده بالزوال و الضياع .