دميرتاش يهاجم أردوغان: خدع الأتراك ويقودهم للهاوية
شنّ صلاح الدين دميرتاش، القيادي الكردي المعارض في تركيا، هجومًا ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، على خلفية الأوضاع التي وصلت لها البلاد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها دميرتاش، الرئيس الأسبق المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، والمعتقل في سجون أردوغان منذ العام 2016، على لسان محاميه، ونقلتها صحيفة “جمهورييت” المعارضة.
وقال دميرتاش إن “الأتراك غرر بهم من قبل العدالة والتنمية لتحويل نظام الحكم إلى رئاسي، ليتضح لهم جميعًا الآن أنهم خدعوا، ولو كان هؤلاء صادقين لاختاروا الديمقراطية وتركوا اللهث وراء أكاذيب النظام”.
ولفت إلى أن “نظام أردوغان يتبنى سياسة تقوم على أن من يدعمه معه، ومن يعارضه من عدوه”.
وطالب المعارضة التركية بـ”التكاتف، والانخراط مع الشارع، وعدم الانجرار وراء الأجندات الخاصة التي يشكلها العدالة والتنمية بين الحين والآخر لإشغال الرأي العام”.
وتابع: “لأن إنشغال المعارضة بتلك الأجندة يستهلكها، ويجعل آمالها حبيسة مكان ضيق”، مضيفًا: “لذلك على المعارضة أن تتبنى الديمقراطية مرجعا، وأن تتواصل مع الشارع وألا تنقطع عنه”.
وشدد على “ضرورة ضمان كافة الحقوق والحريات العالمية لطمأنة الرأي العام الذي فقد الأمل في نظام أردوغان وسياساته التي دفعت البلاد للهاوية”.
ولفت إلى أنه حزبه “منذ البداية قام بتعرية نظام أردوغان، وتنبأ بالكوارث التي سيتسبب بها طالما استمر على رأس الحكم فيها، ولقد قمنا بتحذير الشعب من ذلك، لكن لم يستمع أحد لنا”.
دميرتاش نبه إلى أن “أردوغان من خلال المسرحية الانقلابية سبب صدمة للشعب التركي، واستغلها للانتقام من معارضيه، ومنهم أنا، حيث أرقد في السجن منذ العام 2016، وبعد ذلك بدأ مخططه لفرض النظام الرئاسي، من خلال استفتاء 2018، وبعد هذه الصدمة بدأ الشعب التركي يدرك الكارثة التي حلت به”.
وأوضح أن “أردوغان من خلال الاعتماد على كافة الصلاحيات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية التي يجمعها بيده، استطاع تنفيذ كافة القوانين التي تمكنه من إحكام سيطرته على البلاد، لكنه عجز عن تأسيس نظام دائم”.
ولفت إلى أن “كافة الدلائل والمؤشرات تؤكد أن البرلمان التركي فقد وظيفته الرئيسية، وأصبح بمثابة مؤسسة لتمرير قوانين أردوغان التي ينتقم من خلالها من معارضيه”.
وأوضح دميرتاش أن “هناك 70% حاليا من المجتمع التركي ضد نظام الرجل الواحد، وهذا لم يحدث من تلقاء نفسه، كان للمعارضة سواء داخل السجون أو خارجها دور كبير في حدوث ذلك من خلال كشف كذب النظام الحاكم”.
واعتقل دميرتاش عام 2016 عندما كان رئيسًا لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه فيجان يوكسك داغ الرئيسة المشاركة للحزب، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بعدة قضايا، منها أحداث شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014 الدامية.
وسقط في أحداث أكتوبر قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفًا واضحًا ضد تنظيم داعش عند احتلاله مدينة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية في سوريا.
وعام 2018 حكم على دميرتاش بالسجن أربعة أعوام و8 أشهر لإدانته بتهمة “الدعاية الإرهابية”، بسبب خطابه في احتفال كردي بالعام الجديد خلال عملية السلام عام 2013، اعتبرته السلطات التركية دعاية للقيادي الكردي، عبد الله أوجلان، ولحزب العمال الكردستاني الذي تعده أنقرة الجناح المسلح لحزب الشعوب الديمقراطي.
ويواجه الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي حكماً بالسجن 142 عاماً في المحاكمة المستمرة ضده، وذلك حال ثبوت صلته بمسلحين أكراد.
الاولى نيوز – متابعة