دعوة لرئيس الوزراء أن يسأل وزير الإعمار
زيد الحلّي
مفردتان كررهما المهندس علاء معن امين بغداد ، كثيرا اثناء لقاء اجراه معه الاعلامي الكفء د. سعدون ضمد في برنامجه الاثير ( المحايد ) على قناة العراقية الإخبارية الاسبوع المنصرم ، خرجتُ بهما بمعلومتين مهمتين .. المفردة الاولى هي كلمة ( التلوث البصري ) حيث اكد ان بغداد ، ومحافظات العراق لن تتخلص من ما شابها من خراب وعدم احترام للتصاميم الاساسية التي وضعها مختصون معماريون واساتذة في التنمية الحضرية ، حيث اصبحت العشوائيات هي السمة الغالبة للمدن والقصبات ، إلا بإزالة مخلفات هذا التلوث البصري ، ليعود الالق والبهاء لمدن العراق .. وبدون ذلك ، يبقى ظلام البؤس مخيما على حاضرة التاريخ .. العراق .اما المعلومة الاخرى ، فهي مفردة بمعان ظلت بعيدة عنا نحن الاعلاميين ، حيث ركزنا في كتاباتنا على لوم امانة بغداد على ما وصلت اليه جسور العراق من حالة تردٍ واسعة شملت المقتربات والاسيجة والتشققات التي تظهر على الشارع ، وتسبب ازعاجا للسابلة والمركبات .. لقد قال امين بغداد بملء الفم ان الجسور المشيدة على الانهر هي من مسؤولية وزارة الاعمار والاشغال ..اذن ، ان الجسور المشيدة على الانهر ليست من مسؤولية امانة بغداد ، فمعذرة لها ، على كل ما كتبناه ، وهنا نوجه سطورنا الى الجهة المعنية وهي صاحبة الاسم الاطول في تاريخ الوزارات العراقية (وزارة الإعمار و الإسكان و البلديات و الأشغال ) بشأن عروس الجسور في بغداد ، وهو “جسر الجادرية” اهم معالم العاصمة الذي تقع على طرفه في الرصافة جامعة بغداد وكلياتها العريقة ، ويربط معظم احياء الكرخ بالرصافة ، ويشهد مباهج الاعراس فوق ارصفته ..لن اتحدث عن الزحام الذي يئن به الجسر في الصباح والمساء ، فهذا ليس من اختصاص هذه الوزارة ، لكني اسأل عن الخراب الذي طال اسيجته ومقترباته وارصفته التي تحولت الى حاويات للمخلفات من قناني المياه الفارغة و المشروبات الكحولية الى جانب اكياس الكرزات والاعلام المتهرئة وبقايا الاعلانات التي قذفت بها الريح ..سألتُ من له معرفة بأمور هذا الجسر العتيد من خلال تواجدهم اليومي ، فقالوا انه يفتقد الى الصيانة ، ونظرة فاحصة الى اسيجته ، تجعل المرء يشعر بالمرارة والغثيان .. فالسياج غير متين ، وكأنه سياج بيت ريفي ، وألوانه غير متجانسة وبدهان رديء ، وهناك فتحات عدة ، ادت الى حوادث عديدة ، ذهب ضحيتها اطفال وكبار السن ..اتمنى على رئيس الوزراء في جلسة مجلس الوزراء للمقبلة ، ان يسأل وزير الاعمار، هل مر يوما من على هذا الجسر ، وهل هزه ما آل اليه هذا الجسر الذي يمر من خلاله وزراء واعضاء البرلمان وسفراء واساتذة الجامعة ، وعباد الله من المواطنين ، ثم يوجه الوزير بحملة لإعادة الاعتبار الى الجسر الاشهر في بغداد .. عيب والله ان يبقى عروس الجسور العراقية ممزقاً ، تلعب الجهالة بمصيره .. ان جسر الجادرية اصبح قضية رأي عام!