درجات القرف لحد التخمة !..
بقلم مهدي قاسم
أحيانا ترتفع عند المرء درجات الشعور بالقرف إلى قمتها المتخمة :ــ قرف من أي شيء .. و من كل شيء …..بحيث فما من شيء بوسعه أن يجعله منعشا و مشرق الروح و رونق المزاج انفتاحا في تلك اللحظات الشائكة و العصيبة ..حتى لو كانت عبارة عن نسمة عذبة و عابرة ..سوى أن يولي وجهه نحو غابة أو بحر استغراقا عميقا بنوافذ رأسه المفتوحة على مصرعيها المطلقين انتظارا لقدوم إعصار وزوابع هائجة تزلزله من الأعماق ..عسى ولعله يستعيد أو يرفع بعضا من معنوياته الهابطة مجددا ..أنه ليس يأسا ولا قنوطا ، لا قطعا ، بقدر ما هو شعور بغثيان مفاجئ ، ممزوج بخيبة كبيرة وأخرى ، من تفاهة هذا الجزء القميء من العالم الذي أخذ يتحكم به رجال جوف وحمقى ! ..ليتسأل المرء مع نفسه مذهولا كمن يفيق من صدمة من جديد :ــ يا إلهي !.. كيف يمكن لقوم ما ، أن يسيء إلى نفسه إلى هذه الدرجة المُهينة من انحدار و خزي ؟ .