دراسة أمريكية: استقلال كردستان لايزال حلما لايمكن تحقيقه على ارض الواقع
الاولى نيوز/ بغداد
توقع مركز سترانفور للدراسات السياسية والأمنية الأمريكي بقاء قيام الدولة الكردية حلما لا يمكن تحقيقه على الواقع في الوقت الحالي.
ويرى المركز أن اعلان الدولة الكردية واحد من الأشياء القليلة التي يمكن أن تتفق عليها القوى في الشرق الأوسط وتصطف في معارضتها.
وتجدر الإشارة إلى أن تصويت الدولة، التى لم يعترف بها بعد، والتى طال انتظارها للمطالبة بالاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد، جرى في 25 سبتمبر/أيلول، وجاءت النتيجة بـ «نعم» بنسبة مدوية، الأمر الذي يمنح «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الحاكم للإقليم الشرعية التي يسعى إليها.
وفي دراسة اجراها المركز فان الغرض الاساسي من الاستفتاء هو حصول بارزاني وحزبه على الشرعية لتحصين موقعه على رأس كردستان العراق، وتحسين مكانته في المفاوضات مع بغداد حول حقوق الطاقة والتمويل والأراضي المتنازع عليها.
إلا أن أكبر منافسي «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وهما حزبا «الاتحاد الوطني الكردستاني» وحزب «كوران» أو «حركة التغيير» الكردية، سيعملون على تأمين حصصهم من السلطة السياسية والمالية خلال المحادثات مع بغداد، التي ستبدأ جديا في 2018، بعد غضب الحكومة المركزية بسبب الاستفتاء.
وبينما تحاول الأحزاب الكردية ضمان تحقيق نتائج الاستفتاء، ستتعمق التصدعات فيما بينها؛ الأمر الذي سيثير الخلافات التي ستظهر في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني.
ولن يتفاقم الاقتتال الكردي إلا بعد تدخل أكبر الجهات الداعمة ماليا لحكومة إقليم كردستان، تركيا وإيران والولايات المتحدة، لدعم موقف بغداد وحجب المساعدات الإضافية لأربيل، للإبقاء على الاستفتاء في قالب الرمزية، سعيا للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
والآن، بعد أن احتوت التهديدات المباشرة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، تصبح القوى الكردية والعربية التي واجهت التنظيم في خطر تحريك غضبها تجاه بعضها البعض، خلال السعي للسيطرة على الأراضي القيمة.
ويوجد في كل من أربيل وبغداد ميليشيات في مناطق متنازع عليها مثل كركوك وديالى، ومع تزايد التوتر بينها، يزداد خطر الاشتباكات على الأرض.
ومع الرفض الموحد من قبل إيران وتركيا، فسيستخدمان وكلاءهما في كردستان العراق للدفاع عن مصالحهما في هذه النزاعات الإقليمية خلال هذا الربع. وبينما يعملان مع الحكومة المركزية العراقية لاحتواء تداعيات التصويت، ستزداد قوة علاقتهما مع بغداد.