خطوط نقل كهرباء فضائية
خطوط نقل كهرباء فضائية – سامي الزبيدي
المعروف ان من أهم أسباب عدم تأمين خدمة الكهرباء في العراق سببين رئيسيين أولهما الفساد وسرقة الأموال المخصصة لبناء محطات الكهرباء وشبكات نفل الطاقة من قبل كل الحكومات المتعاقبة وأحزاب وكتل متنفذه وسياسيين كبار وصغار وعبر وسطاء فاسدين وشركات فاشلة وأخرى وهمية وهذا الفساد مستمر منذ عام 2003 والى أيامنا هذه والسبب الثاني المهم هو تعزيز اقتصاد إيران التي تتعرض لعقوبات أمريكية وعلى حساب اقتصاد الوطن من خلال استيراد الغاز والوقود والكهرباء من إيران بمليارات الدولارات سنوياً وعرابي هذا السبب رؤساء أحزاب وكتل فاعلة ولم تتحسن الكهرباء في العراق إلا بزوال هذين السببين وهذه مهمة مستحيلة في عراق ما بعد الاحتلال وبوجود حكومات الفشل والسرقات الكبرى لأموال البلد حكومات المحاصصة ونهب أموال وثروات الوطن وتقاسم المناصب والمكاسب وتقديم مصالح دول أجنبية على مصلحة الوطن والشعب ولهذا سيبقي العراق يستورد الكهرباء والغاز الذي يشغل محطات الكهرباء من إيران ويحرق الغاز العراقي ولم يتم الاستفادة منه ولم تجرؤ أية حكومة على بناء محطات كهرباء كبيرة أو القيام بمشاريع لعزل الغاز العراقي المصاحب للنفط بمبالغ لا تكلف ربع قيمة الغاز الإيراني المستورد لأسباب معروفة .استيراد كهرباءبالإضافة الى ذلك فان العراق يستورد الكهرباء من إيران من خلال خطوط ناقلة أهمها خط البصرة وخط العمارة وخط الكوت وخط ديالى وكل خط من هذه الخطوط يكلف الدولة حوالي ثلاثمائة مليون دولار سنوياً ومنذ سنين والى أيامنا هذه وعليكم ان تتصوروا حجم الأموال التي دفعت خلال السنوات الماضية ثمن هذه الخطوط أليست كافية لبناء عدة محطات للكهرباء ناهيك عن ثمن استيراد الغاز الإيراني الذي يكلف العراق حوالي خمسة مليارات دولار سنوياً فكم محطة يمكن بنائها بهذه الأموال . ثم ان مشكلة الخطوط الناقلة للكهرباء من إيران إنها لا تعمل شتاءاً تحت ذرائع شتى منها الصيانة وغيرها ويتم الاعتماد في الشتاء لتأمين الكهرباء للمحافظات على مصادر الكهرباء الوطنية لان الحاجة للكهرباء شتاءا اقل بكثير عن الحاجة صيفاً وحتى وان زادت ساعات القطع اليومي للكهرباء شتاءاً فلا مشكلة تواجه وزارة الكهرباء لان المواطنين يتحملون انقطاع الكهرباء في الشتاء لكن المشكلة تبرز أكثر في فصل الصيف وبالذات عندما ترتفع درجات الحرارة في العراق لتلامس الخمسين درجة في محافظات الجنوب والوسط وتزداد ساعات انقطاع التيار الكهربائي وتحرم محافظات من خدمة الكهرباء الوطنية لأيام خصوصا في البصرة والعمارة والكوت عندها تختفي خدمة الخطوط الإيرانية التي هي أصلاً مختفية والحجة واحدة كل سنة هي عدم دفع العراق مستحقات هذه الخطوط لإيران. وتعلن إيران إيقاف هذه الخطوط فلماذا توقف ايران هذه الخطوط كل صيف وعندما تحتاج المحافظات الجنوبية للكهرباء والجواب واضح هي ان هذه الخطوط متوقفة ولا تعمل إلا لفترات قليلة في الشتاء ومعنى هذا ان هذه الخطوط فضائية ندفع ثمنها ولا نحصل على كهربائها وعندما نحتاجها ويستفسر المواطنين عن الخطوط الإيرانية في أزمات الكهرباء خلال أشهر حزيران وتموز وآب تعلن إيران إنها أوقفتها وهي متوقفة أصلاً فهي خطوط فضائية أسوة بالجنود والموظفين الفضائيين وهي جزء من منظومة الفساد التي تنخر وزارة الكهرباء وكل وزارات الدولة.حكومة كاذبة فإلى متى تبقى حكوماتنا تكذب على الشعب ؟ ولماذا نستورد الغاز من إيران ولدينا غاز مصاحب للنفط وحقول غاز؟ والى متى نبقى نستورد غاز وكهرباء من إيران ؟ ولماذا رفضت الحكومات العراقية عرض إحدى الدول العربية الخليجية لتصدير الغاز الى العراق بربع سعر استيراده من إيران ؟ ومتى يتم الربط الكهربائي مع الأردن ودول الخليج ؟ ولماذا لا نبني محطات كهرباء كبيرة وبالأموال التي تصرف لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران سنوياً ؟ والى متى ستبقى أزمة الكهرباء في العراق بدون حلول ؟ أسئلة نوجهها للكتل والأحزاب التي هيمـــنت على المشهد السياسي في البلد واحتكرت السلطة والمال والنفوذ منذ عام 2005 والى اليوم ولا نوجهها الى الحكومة فهي عاجزة عن كشف الفساد والسرقات الكبرى في ملف الكهرباء الشـــــــائك كسابقاتها من الحكوماـــــت التي لها يد في جريمة حرمان المواطنين من الخدمات الاساسية ومنها الكهرباء ؟.